رام الله.. قيادات إسلامية تحذر من انتهاكات إسرائيل للمقدسات الدينية

رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول
حذرت قيادات إسلامية فلسطينية، الثلاثاء، من تداعيات انتهاكات إسرائيل بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن محاولاتها تحويل الصراع إلى “نزاع ديني لا يتوقف عند حدود فلسطين”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمقر الهيئة العامة لتلفزيون فلسطين برام الله تابعته الأناضول ونشرت فحواه وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، وذلك بعد يوم من إجراءات إسرائيلية بالمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وشارك في المؤتمر الصحفي قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ محمد مصطفى نجم، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين.
ونددت القيادات الدينية بوضع السلطات الإسرائيلية الاثنين، أقفالا لأبواب عدة غرف ومرافق داخل المسجد الإبراهيمي، محذرة من “عواقب خطيرة” جراء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك المسجدين الأقصى والإبراهيمي وكنيسة القيامة.
وقال الهباش: “سنتخذ كل الإجراءات القانونية والسياسية ونتحرك في كل الميادين للتصدي لهذه الانتهاكات وحماية مقدساتنا التي تمثل هويتنا”.
والاثنين، قال مدير الأوقاف الفلسطينية بالخليل الشيخ جمال أبو عرام للأناضول إن “موظفي المسجد الإبراهيمي فوجئوا بقيام الاحتلال الإسرائيلي بوضع أقفال وجنازير على أبواب كافة الغرف الداخلية في القسم المغتصب من المسجد، بما في ذلك غرفة الأذان ومكتب الأوقاف”.
وأضاف أبو عرام: “تم بعد ذلك إبعاد أحد موظفي المسجد عنه لمدة 14 يوما، وتم توقيف مدير المسجد الشيخ معتز أبو اسنينة وموظفا آخر لأكثر من 5 ساعات، تبع ذلك تسليمهما قراري إبعاد عن المسجد لمدة 15 يوما”.
وذكر الهباش أن “حكومة الاحتلال المتطرفة حولت الصراع بالفعل إلى صراع ديني، صراع على القيم الدينية صراع على المقدسات، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة لا تتوقف عند حدود الأراضي الفلسطينية، وإنما يمكن أن تتجاوزها إلى الإقليم وربما إلى العالم بأسره”.
ولفت إلى أن الانتهاكات “لا تقتصر على المقدسات الإسلامية إنما تطال المقدسات المسيحية، حيث يمنع المصلون المسيحيون من الوصول للأماكن المقدسة وبالذات كنيسة القيامة”.
وأوضح أن موقف القيادة الفلسطينية “ثابت بأن الأقصى والإبراهيمي مسجدان خالصان للمسلمين، والسيادة على كليهما فقط لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني، ولا حق للإسرائيليين في التدخل في شؤونهما”.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي مارس/ آذار 2013، وقع العاهل الأردني عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين.
من جانبه، قال وزير الأوقاف الشيخ محمد نجم إن الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 فاقت مجموع الانتهاكات منذ عام 1994 وحتى 2023، مضيفا أنها انتهاكات “تمس السيادة الفلسطينية بصفة عامة، وسلطة وزارة الأوقاف التي تشرف على المقدسات الدينية، وتعديا سافرا على صلاحية وزارة الأوقاف”.
وبدوره، شدد الشيخ محمد حسين على أن المساجد “وقف إسلامي للمسلمين وحدهم وأماكن عبادة للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد”، منددا بـ “العدوان الإسرائيلي ومحاولة خلق واقع جديد” في المسجدين الأقصى والإبراهيمي “يغير الوضع القانوني والتاريخي في هذين المسجدين بشكل خاص”.
وتابع أن “كل الاعتداءات والانتهاكات لا تعطي أي حق للمعتدي على المساجد وأماكن العبادة”، مضيفا أن اقتحام مسؤولين ووزراء ومتطرفين للمسجد الأقصى “لا يكسبهم أي حق فيه”.
وطالب الشيخ محمد حسين “العرب والمسلمين بالمشاركة بشكل مباشر في حماية المقدسات الدينية في فلسطين، والدفاع عنها ودفع الأذى عنها”.
وجاء إبعاد إمام المسجد الإبراهيمي ووضع الأقفال، بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية خلال شهر رمضان المنصرم، فتح جميع أروقة المسجد للمصلين وخاصة في عيد الفطر وليلة القدر وأيام الجمعة، كما جرت العادة في شهر الصيام من كل عام، وفق ما أعلنته حينها وزارة الأوقاف الفلسطينية.
وفي 1994 قسمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة من مساحته لليهود تضم غرفة الأذان، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن استشهاد 29 مصليا فلسطينيا.
وبعد تقسيم المسجد بناء على قرار لجنة تحقيق شكلتها إسرائيل حينها، تقرر فتح المسجد كاملا أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام، وهي أيام الجمعة من شهر رمضان، وليلة القدر، وعيدي الفطر والأضحى، وليلة الإسراء والمعراج، والمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية، مقابل فتحه بالكامل أمام اليهود لمدة 10 أيام هي أعياد ومناسبات دينية يهودية.
وما زال المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي.
والخميس، قالت وزارة الأوقاف في تقرير شهري يرصد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات إن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى 21 مرة، خلال شهر رمضان (مارس)، بينما منع الجيش الإسرائيلي رفع الأذان 52 بالمسجد الإبراهيمي.