الصين تدرس عرضاً أميركياً لمحادثات حول الرسوم الجمركية

لندن-راي اليوم
في تطور جديد على صعيد الحرب التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، أنها “تقيّم” عرضاً أميركياً لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة وصلت إلى 145%، مؤكدة في الوقت نفسه رفضها لما وصفته بسياسة “التهديد والابتزاز” التي تنتهجها واشنطن.
وتشهد العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين حالة من التوتر الشديد منذ أشهر، حيث تواصل كل من الولايات المتحدة والصين تبادل فرض الرسوم الجمركية، في ما يشبه لعبة “كر وفر”، وسط رفض كل طرف أن يكون البادئ في الدعوة إلى التفاوض. هذه الحرب التجارية ألقت بظلالها الثقيلة على الأسواق العالمية وأثارت اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.
وزارة التجارة الصينية كشفت أن واشنطن قد تواصلت مؤخراً مع بكين عبر “جهات معنية”، معبرة عن رغبتها في بدء محادثات، وهو ما وصفته الصين بأنه أمر يخضع حالياً للتقييم. وصرّحت الوزارة أن “باب الصين مفتوح للنقاش”، لكنها شددت على أن بكين لن تقبل بأن تُستخدم المحادثات كوسيلة للضغط السياسي.
وتزامن هذا الإعلان مع تقارير إعلامية، أبرزها من وكالة “رويترز”، تفيد بأن الصين قد وضعت بشكل غير معلن قائمة بمنتجات أميركية قد تُعفى من الرسوم المضادة التي تبلغ نسبتها 125%. وتضم هذه القائمة عدداً من المنتجات الحيوية مثل الأدوية، والرقائق الدقيقة، ومحركات الطائرات النفاثة، ما قد يُعد مؤشراً على استعداد صيني مبدئي لتخفيف التصعيد.
من جانبها، لم تُخفِ واشنطن رغبتها في تهدئة الأجواء، إذ أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إلى أملهم في التوصل إلى تفاهم يخفف من حدة التوتر. وقال بيسنت في مقابلة تلفزيونية إن الخطوة الأولى يجب أن تكون تهدئة التوترات، تمهيداً لمفاوضات تجارية أكثر شمولاً.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى تفاؤله هو الآخر، مؤكداً وجود “فرصة جيدة جداً” للتوصل إلى اتفاق مع الصين. أما الرئيس الصيني شي جين بينغ، فقد حثّ مسؤوليه مؤخراً على التكيف مع التغيرات في البيئة الدولية، دون أن يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للصين، التي تعاني من تباطؤ اقتصادي حاد وأزمة عقارية متفاقمة أدت إلى انكماش في الأسعار. وتعتبر بكين أن الرسوم الأميركية تمثل نوعاً من الاستقواء الاقتصادي، لكنها أكدت في أكثر من مناسبة أن تلك الضغوط لن توقف نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الجدير بالذكر أن شعار “صنع في الولايات المتحدة” الذي رفعه ترامب أصبح محط سخرية البعض بعد أن تبين أن عدداً من المنتجات الأميركية ما زالت تُصنع في الصين.