ميلاد عمر المزوغي: ليبيا.. العمال في اسوأ احوالهم

ميلاد عمر المزوغي: ليبيا.. العمال في اسوأ احوالهم

ميلاد عمر المزوغي

في الاول من مايو من كل عام يحتفل العمال في كافة انحاء العالم ,لانهم نالوا بعضا من حقوقهم المهضومة, لكنهم يظلون منقوصي الحقوق, غير قادرين على الايفاء بالتزاماتهم الضرورية.
الايرادات في كل دولة يتم تحصيلها من مبيعات الموارد العامة (النفط ومشتقاته) وتحصيل الضرائب من المشاريع الخاصة, إضافة الى الرسوم على الخدمات العامة وفي كل الاحوال فان المصروفات يجب الا تتجاوز الإيرادات الا في ظروف قاهرة من خلال حث المواطنين على الاستثمار في بعض المشاريع, الاكتتاب العام او ما يعرف بالدين العام.
في ليبيا قامت السلطات المختصة برفع قيمة الرواتب وعمدت الى تشغيل العديد من الناس المؤسسات الحكومية ليست في حاجة لهم, ما خلق هناك تكدسا وظيفيا واربك خزينة المجتمع فأصبحت الرواتب تقترب من 70% من الدخل العام ومتوقع لها ان تستحوذ على كل الدخل الناتج عن بيع النفط ومستحقاته خلال الاعوام القليلة القادمة, والنتيجة بالطبع فرض ضرائب على بيع العملة الصعبة والتي تستخدم في شراء المواد الاساسية للعيش أي ان الضرائب ستحمّل على المواطن, ارتفاع فاحش لأسعار السلع لم يعد باستطاعة المواطن تحملها.
اضافة الى ان الدولة لم تخلق فرص انتاج للمتسربين من عملية التعليم, وهؤلاء عادة ما يلجؤون الى المجاميع المسلحة المنتشرة في كافة انحاء البلاد وتغدق عليهم الاموال الطائلة حيث ان راتب المستجد منهم يفوق مرتب خريج جامعة اضافة الى تمتع بعديد المزايا الاخرى.
الرواتب لم تعد تعطى بوقتها المحدد بل تتأخر كثيرا, وهذا يشكل تحديا لرب الاسرة,انها خطة مدبرة من الحكومة, فالتضييق على المواطن من خلال مرتبه يجعله يفكر كيف يفي بأبسط حاجيات الاسرة, فلا يعمد الى المطالبة بتحسن الوضع المعيشي, بل يركن الى الرضاء بالواقع المزرى, وتستمر المعاناة, بينما تهدر الحكومة ومؤسساتها الاموال الطائلة فيما لا يعني,شبهات فساد طاولت مختلف القطاعات الحكومية ,التعليمية والصحية حول جلب عقاقير خاصة بالأورام من العراق ثبت عدم مطابقتها للمواصفات واحالة المتهمين الى جهات التحقيق, ترى الى متى يتم التلاعب بقوت الشعب وصحته؟.وزارة الخارجية تعتبر وكرا للفساد الاداري والمال حيث تتواجد سفارات بدول ليس لنا علاقات مميزة معها(تبادل مصالح),اضافة الى الاعداد الهائلة من العاملين بها وهؤلاء لا يملكون أيا من الكفاءات الخاصة بالعمل الدبلوماسي, بل ترضية لهم لانهم ثوار او محسوبين على الثورة او لإبعادهم عن المشهد المحلي, ليخلوا للحاضرين فعل ما يريدون, وحديث الدبيبة عن تقليص السفارات او بعض العاملين بها ما هو الا ذر للرماد في العيون كيف تمر العاصفة بسلام, الخشية ان يتم الالتجاء الى صندوق النقد الدولي وعندها تكون الكارثة, بسبب الاهدار الفاحش للمال العام دونما حسيب او رقيب.
من يدعون انهم ثوار, يركبون السيارات الفارهة والمصفحة, ويهدونها لمن يوالونهم, ويعيشون حياة الرفاهية, بينما المواطن العادي غير قادر على شراء مركوب بسيط لإيصال ابنائه الى مدارسهم لان المواصلات العامة معدومة,بل نجد الحكومة تهدد المواطن برفع الدعم عن الوقود ,السلعة الوحيدة التي ظلت مدعومة طوال الفترة الماضية.
كاتب ليبي