د. ذوقان عبيدات: الأردن: حالات القضاء الثلاث!!

د. ذوقان عبيدات: الأردن: حالات القضاء الثلاث!!

 

 

د. ذوقان عبيدات
كما للماء حالات ثلاث: الصلابة، والسيولة، والغازية، فقد شهدت حالات ثلاث للقضاء هي: المدّعي، والشاهد، والمدّعى عليه!
أما المدّعي، فكانت حالتا صراع مع الحكومة، ووزرائها، والشاهد، فهي دفاع حق عن انتهاكات خطيرة في المناهج.
والحالة الثالثة، هي ضيق صدر الحكومة حيث كنت متّهمًا!
 والحقيقة أنني عشت الحالتين الأولى والثانية، وكنت في حالة الصلابة! أما الحالة الثالثة، فقد  عشت فيها الحالات الثلاث: صلابة وسيولة، وغازية!

   (1)
المدّعي
 ربما كنت أكثر من ادّعى على الحكومات، تبلّت عليّ الحكومة مرتين، وطُرِدتُ من عملي،  شكوْت وكسبت مرتين: الأولى بإجماع ثلاثة عشر قاضيًا، وعدت لعملي في وزارة التربية. والأخرى، بإجماع قضاة المحكمة الستة، الذين قالوا بأن طردي من وزارة الشباب كان بسبب احترامي القانون، والنظام!
إذًا! القضاء كان في حالة الصلابة،
وكنت أنا كذلك! أما الحكومة فكانت في حالة السيلان!

(2)
 الشاهد
 في قضية فريدة ربما، رُفعت قضية ضدّ مدير مناهج من شخص متنفذ مدعوم  في المناهج!
 قدمت شهادتي؛ وقلت: صراع المناهج كان بين الوعي التربوي، ومصادرة هذا الوعي!، بين الحلم ببناء مناهج وطنية، قيمية، مستقبلية وبين تدمير الحلم، وبناء مناهج تقنية استهلاكية!
 كم كان القضاء حرّا، واعيًا، نزيهًا حين انتصر للحلم الوطني!
كان القضاء صلبًا، والمناهج سائلة، وغازية!

   (3)
 الكابوس
يخشى أي مواطن حين يكون خصمه مؤسّسة حكومية كبرى، يقف خلفها متنفذون، وهكذا كان!. كنت متهمًا أمام الحكومة!  كان المحامون يريدون انتصارًا قضائيًا كاسحًا كما حدث في الحالتين السابقتين، لكن يبدو أن ما حدث هو انتصار إعلامي قيمي.
ولا شك، كان القضاء صلبًا في الحالة الثالثة، لكن القضية صارت غازية.

    (4)
مُرافق لمتهم
هذه حالة رابعة، رافقت زميلًا لي متهمًا بجريمة إلكترونية بسيطة،
امتدّت الجلسات في المفرق شهورًا، تعلمت  قضايا عديدة، منها، أخلاقيات الجلوس، واللباس، والحديث، وتعلمت كيف يكون القاضي والمحامي حريصين على
الصلابة، وحماية المواطن من حالات السيولة، والغازية!
في المحكمة عدل، وفي بعض القوانين جدل!! ويبقى المواطن
في حالتي السيولة والغازية!
ويبقى الشر وحده صلبًا!
وحده القضاء بخير!!
فهمت عليّ؟!!
كاتب اردني