حزب البديل من أجل ألمانيا يتلقى ضربة بتصنيفه مجموعة يمينية متطرفة

حزب البديل من أجل ألمانيا يتلقى ضربة بتصنيفه مجموعة يمينية متطرفة

فرانكفورت (ألمانيا)_(أ ف ب) – صنّف جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني الجمعة حزب “البديل من أجل ألمانيا” مجموعة يمينية متطرفة، ما يمنح السلطات صلاحيات أوسع لمراقبة الحزب ويغذي الدعوات المطالبة بحظره.
وسارع الحزب المناهض للهجرة للتنديد بالقرار معتبرا ذلك “ضربة موجعة” للديموقراطية، وذلك بعد أن حل ثانيا في الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل أشهر قليلة، وتعهد برفع دعوى قضائية.
وقال جهاز الاستخبارات الداخلية الذي سبق أن صنف عدة فروع محلية للحزب مجموعات يمينية متطرفة، إنه قرّر إدراج الحزب بأكمله في هذا التصنيف بسبب محاولاته “تقويض النظام الديموقراطي الحر” في ألمانيا.
أشارت الاستخبارات خصوصا إلى “التصريحات المعادية للأجانب والأقليات والمسلمين والإسلاموفوبية التي يدلي بها مسؤولون بارزون في الحزب”.
ويمنح هذا التصنيف أجهزة الاستخبارات صلاحيات إضافية لمراقبة الحزب، بتقليل الحواجز أمام خطوات مثل التنصت على المكالمات الهاتفية والاستعانة بعملاء سريين.
ويعيد هذا التصنيف إطلاق الدعوات المطالبة بحظر الحزب ما يفاقم حدة التوترات السياسية في أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث من المقرر أن يتولى المحافظ فريدريش ميرتس زمام المستشارية الثلاثاء المقبل على رأس حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يسار الوسط).
وصرح النائب عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي رالف شتيغنر لمجلة دير شبيغل الإخبارية أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود من أجل “محاربة أعداء الديموقراطية هؤلاء بكل الوسائل السياسية والقانونية”.
وقال رئيسا الحزب أليس فايدل وتينو كروبالا في بيان إن “حزب البديل من أجل ألمانيا، كحزب معارض، يتعرض الآن لتشويه سمعته وتجريمه علنا”، معتبرين أن القرار “له دوافع سياسية واضحة”.
وخلال الإعلان عن قراره قال جهاز الاستخبارات إن الحزب “يهدف إلى استبعاد فئات سكانية معينة من المشاركة المتساوية في المجتمع”.
وقال جهاز الاستخبارات إن حزب “البديل من أجل ألمانيا” لا يعتبر المواطنين الألمان من أصول مهاجرة من دول ذات كثافة سكانية مسلمة “أعضاء متساوين في الشعب الألماني”.
– خرق التعهد –
تأسس الحزب عام 2013 وشهدت شعبيته تقلبات لكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة على وقع تزايد القلق بشأن الهجرة فيما يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا من الركود.
وحلّ الحزب ثانيا في الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات، خلف تحالف ميرتس (الاتحاد المسيحي الديموقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي) ذي التوجه اليميني الوسطي.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقارب شعبية الحزب مع تحالف ميرتس بل حتى تفوقه عليه.
وفي بلد لا يزال يخيم عليه ماضي الحرب العالمية الثانية القاتم، تعهدت الأحزاب التقليدية بعدم الدخول في حكومة ائتلاف مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” أو العمل معه.
وخرق ميرتس ذلك التعهد خلال الحملة الانتخابية باعتماده على دعم الحزب لتمرير مقترح برلماني يطالب بتشديد إجراءات الهجرة، ما أثار غضبا واسع النطاق واحتجاجات على مستوى البلاد.
وشدد مذّاك على أنه لن يعمل مع الحزب وشكّل ائتلافا مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس.
وحظي “البديل من أجل ألمانيا” خلال الحملة الانتخابية بدعم حماسي من إيلون ماسك، ملياردير التكنولوجيا الأميركي والمستشار المقرب للرئيس دونالد ترامب.
وصرّح ماسك بأن حزب “البديل من أجل ألمانيا” وحده قادر على “إنقاذ ألمانيا”، وظهر في اتصال عبر الفيديو في أحد تجمعاته وأجرى مقابلة مع أليس فايدل الرئيسة المشاركة للحزب على منصته إكس .
وتعرض الحزب لمواقف مثيرة للجدل. فقد وُجهت اتهامات لعدد من قياداته باستخدام شعارات نازية محظورة والتقليل من شأن الفظائع التي ارتكبها النازيون.
وأشارت تقارير إلى صلات وثيقة له مع روسيا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع وُجهت إلى مساعد سابق لنائب في البرلمان الأوروبي من حزب البديل من أجل ألمانيا تهمة التجسس لحساب الصين.