نازحون فلسطينيون: هدم منازل بشمال الضفة سياسة إسرائيلية ممنهجة

نازحون فلسطينيون: هدم منازل بشمال الضفة سياسة إسرائيلية ممنهجة

طولكرم / قيس أبو سمرة / الأناضول
يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم 96 سياسة هدم وتدمير المنازل في مخيمي نور شمس وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، في عملية قال فلسطينيون إنها تمعن في تشريدهم وتهجيرهم من أراضيهم.
وأكد الفلسطينيون في أحاديث للأناضول، أنه لا بديل عن العودة إلى منازلهم باعتبارها محطة أولية للعودة إلى الأراضي التي هجر أجدادهم منها عام 1948.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه هدم 106 مبانٍ فلسطينية في مخيمي طولكرم ونور شمس كما أرفق إعلانه بخرائط تُظهر بعلامات حمراء المنازل المستهدفة، وسلم نسخة منه للسلطات الفلسطينية المختصة.
عقب القرار، حاول مئات الفلسطينيين الجمعة، العودة إلى منازلهم التي تعتزم إسرائيل تدميرها لإنقاذ ممتلكاتهم ومقتنياتهم إلا أن الجيش واجههم بالرصاص الحي والمعدني وقنابل الصوت، وفق ما ذكر بعضهم للأناضول.
وقالوا إن الجيش احتجز لساعات طويلة عشرات الفلسطينيين ممن حاولوا العودة إلى مخيمي نور شمس وطولكرم، كما أخضعهم لتحقيق وتفتيش.
وذكر محافظ طولكرم عبد الله كميل، أن إسرائيل تعتزم هدم 58 بناية في مخيم طولكرم و48 بيتا في مخيم نور شمس شمال الضفة.
وفي 21 يناير/ كانون الثاني 2025، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وتسببت العملية الإسرائيلية المتواصلة بنزوح أكثر من 4200 عائلة تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
** تشريد وتهجير
الفلسطيني إبراهيم نمر، أحد النازحين من مخيم نور شمس، قال للأناضول: “ما يجري فعليا عملية تشريد وتهجير ممنهجة”.
وتابع: “الاحتلال ينوي هدم 106 منازل، كل منها عبارة عن 3 أو 4 شقق أي أن 300 عائلة جديدة ستفقد منزلها في مخيمي طولكرم ونور شمس”.
وأكد نمر أن الجيش الإسرائيلي يسعى “بصورة ممنهجة لإفراغ مخيمات شمال الضفة من سكانها”.
وطالب بضرورة “محاربة” الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لطرد الفلسطينيين من منازلهم على غرار ما يحدث في قطاع غزة.
وأضاف: “علينا أن نقف على أبواب المخيم ونعود لمنازلنا بشكل جماعي لنفشل مخططات الجيش الإسرائيلي”.
وأكمل: “لا مكان لنا سوى المخيم، هذا العنوان المؤقت لحين العودة إلى بلدتنا التي هجرنا منها في 1948، العودة اليوم أولا إلى المخيمات ثم إلى بلادنا”.
وحذر نمر من مساعي إسرائيل لـ”طمس حق العودة”، مشددا على أن “الفلسطيني صامد ومتمسك بحقه”.
** المخيم مدمر
الشاب معاذ عمارنة (33 عاما) استطاع الوصول إلى منزل عائلته في مخيم نور شمس لتفقده وإنقاذ بعض المقتنيات منه، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي لاحقته واحتجزته مع عشرات من سكان المخيم لنحو 5 ساعات.
وقال للأناضول: “دون تنسيق مع القوات الإسرائيلية استطاعت مجموعة من العائلات دخول المخيم، لم تمضِ دقائق حتى وصل الجيش وهجم على السكان وأجبرنا على النزول إلى مدخل المخيم، ليحتجزنا لاحقا لنحو 5 ساعات”.
وأوضح عمارنة أن الجيش الإسرائيلي أخضع المحتجزين لتفتيش أمني وتحقيق فيما لم يسمح لهم بحمل كل ما أنقذوه من منازلهم المهددة بالهدم.
وعن حال المخيم، قال عمارنة إن الدمار الذي خلفته آليات الجيش في كل مكان، مضيفا أن “المخيم لم يعد كما السابق”.
وأشار إلى أنه فقد منزل جده في المخطط الإسرائيلي الأول للهدم، وأما في الثاني فإن منزل الده ضمن المنازل المستهدفة.
وأعرب عن أمله العودة إلى المخيم، قائلا: “اشتقنا للمخيم، والدقائق القليلة التي أمضيناها اليوم بمثابة جنة لنا”.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل إبادة ممنهجة بقطاع غزة خلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.