شيخ الدروز في لبنان جاء خلال لقاء مع عدد من السفراء العرب وتركيا: ما حصل ‏في سوريا “مشروع فتنة”

شيخ الدروز في لبنان جاء خلال لقاء مع عدد من السفراء العرب وتركيا: ما حصل ‏في سوريا “مشروع فتنة”

 

 

بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول: وصف زعيم الطائفة الدرزية في لبنان سامي أبي المُنى، الجمعة، التوترات الأمنية التي شهدتها سوريا، الثلاثاء والأربعاء، بـ”مشروع فتنة”.
حديث أبي المُنى “شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان”، جاء خلال لقاء مع عدد من السفراء العرب وتركيا في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان بالعاصمة بيروت، وفق بيان صدر عنه.
وقال إن هذا اللقاء يهدف لشرح “الموقف من الأحداث في سوريا ونقل هواجس الطائفة والتأكيد على ضرورة احتضان مطالبها ورعاية التفاهمات التي تم التوصل اليها لتدارك الامتداد الى لبنان”.
وتابع أبي المُنى: “نعتبر ما حصل ‏مشروع فتنة، فالتسجيل المشبوه الذي يسيء إلى النبي عليه الصلاة والسلام مرفوض”.
وشهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء والأربعاء، توترات أمنية إثر مقتل 16 شخصا بينهم مدنيون وعناصر أمن بهجمات نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ووفق مصادر رسمية، تمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.
وأعلنت الحكومة السورية، الخميس، عن توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها الرسمية بمنصة تلغرام.
ودعا أبي المُنى، الدول العربية والإسلامية والعالمية المؤثرة إلى تحمّل ‏مسؤولياتها في “ضبط الأمور ومنع تنفيذ المشاريع المشبوهة ولجم الخطاب التحريضي”.
وأعلن رفضه المخططات التي تدفع إلى اعتبار الدروز ديناً مستقلا أو قومية مستقلة.
وناشد أبي المُنى، الدروز في سوريا لـ”عدم الانجرار إلى التنازع والفتنة والاحتكام إلى لغة العقل والحكمة، ومدّ يد التعاون والتشارك مع إخوانهم ومواطنيهم السوريين والحكومة التي تخوض تجربة استعادة الدولة وبناء المؤسسات”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وضمن مزاعمها بالدفاع عن حقوق الدروز في سوريا، شنت إسرائيل، الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، شن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قالت تل أبيب إن الضربة “رسالة تحذير” للإدارة السورية.
وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، تعليقا على القصف، إن “هذه رسالة واضحة للنظام (الإدارة الجديدة) السوري: لن نسمح بنشر قوات جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز”.
ومنذ أشهر تتصاعد تحذيرات من داخل وخارج سوريا من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوق متساوية دون أي تمييز.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.