شهداء بقصف إسرائيلي على محافظة السويداء.. والأمن السوري يتحدث عن هجوم مفاجئ لمجموعات عسكرية على حواجزه

شهداء بقصف إسرائيلي على محافظة السويداء.. والأمن السوري يتحدث عن هجوم مفاجئ لمجموعات عسكرية على حواجزه

ليث الجنيدي / الأناضول- قال الأمن السوري، الجمعة، إن مجموعات عسكرية شنت هجوما “مفاجئا” على حواجزه بمحافظة السويداء جنوبي البلاد، معتبرا إياه محاولة لـ”المساس” بالاتفاق الذي أبرمته الحكومة مع القيادات الدرزية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر أمني بالسويداء (لم تسمه)، “بعد الاتفاق الخميس بين مشايخ العقل في السويداء ووفد عن الحكومة السورية، والذي أكد على ضرورة تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، بدأنا بنشر حواجز أمنية بمحيط المدينة لتأمينها وإعادة فتح أوتستراد السويداء – دمشق”.
وأضاف المصدر الأمني: “فوجئنا اليوم (الجمعة) بمهاجمة مجموعات عسكرية لبعض حواجزنا الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، ضاربين عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل أمس”.
وحذر “كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق”، مؤكدا أن “وزارة الداخلية ستسعى لترسيخ الأمن والاستقرار وتأمين المدينة، تنفيذاً للاتفاق المبرم، وأنها لن تتهاون مع من يحاول زعزعة الاستقرار”.
وصباح الجمعة، أعلن جهاز الأمن العام بمحافظة السويداء بدء الاضطلاع بدوره، وانتشار عناصره لحفظ الأمن والاستقرار، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق أبرمته الحكومة مع القيادات الدرزية.
جاء ذلك وفق ما أوردته قناة المحافظة (جنوب) على حسابها بمنصة تلغرام.
والخميس، أكد زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهاؤها، أنهم جزء من سوريا الموحدة، مشددين على رفضهم التقسيم أو الانفصال.
جاء ذلك في بيان صدر باسم “مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، ومرجعيات ووجهاء وعموم أبناء الطائفة”.
ودعوا إلى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”، معتبرين أن “تأمين طريق السويداء – دمشق مسؤولية الدولة”.
وطالب زعماء الدروز بـ”بسط الأمن والأمان على الأراضي السورية”.
وصدر البيان عقب ساعات من إعلان عقد اجتماع بين ممثلي الحكومة السورية مع مشايخ عقل وقيادات الطائفة الدرزية.
وشهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء والأربعاء، توترات أمنية إثر مقتل 16 شخصا بينهم مدنيون وعناصر أمن بهجمات نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ووفق مصادر رسمية، تمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.
وأعلنت الحكومة السورية، الخميس، توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها الرسمية بمنصة تلغرام.
ورغم تلك الاتفاقات، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، شن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قالت تل أبيب إن الضربة “رسالة تحذير” للإدارة السورية في دمشق.
كما استشهد أربعة دروز الجمعة في ضربة بمسيّرة على محافظة السويداء، معقل الأقلية الدرزية في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من دون تحديد الجهة التي نفّذت القصف.
وجاء في بيان للمرصد “لقي 4 أشخاص حتفهم في انفجار وقع بمزرعة في كناكر في محافظة السويداء”.
وأوضح المرصد الذي يتخذ مقرا في بريطانيا ولديه شبكة واسعة من المصادر في سوريا، أن الانفجار “وقع في المزرعة، تزامنا مع تحليق لطيران مسيّر مجهول لا يعلم إن كان إسرائيليا أم لمسيّر الشاهين التابع لإدارة العمليات العسكرية”.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن قناة محافظة السويداء على تلغرام بـ”استشهاد 4 مواطنين اليوم جراء عدوان للاحتلال الإسرائيلي”.
وقال المرصد إنه “بذلك، يرتفع العدد الإجمالي للشهداء والقتلى إلى 113” منذ اندلاع مواجهات ذات طابع طائفي الأسبوع الماضي في منطقة جرمانا ذات الغالبية الدرزية في ضواحي دمشق على خلفية انتشار تسجيل صوتي نُسب الى شخص درزي يتضمن إساءات الى النبي محمد، تعذر على وكالة فرانس برس التحقق من صحته.
منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شنّت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا ونشرت قوات في المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان.
وكانت إسرائيل حذّرت الخميس من أنها سترد بقوة إذا فشلت الحكومة السورية في حماية الأقلية الدرزية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة أنّه شنّ غارات جوية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، في قصف يأتي بعيد تهديده الحكومة السورية بضربات انتقامية إذا لم تحمِ الأقلّية الدرزية في البلاد.
عقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنّ “هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال”.