لجنة أممية: الصراعات الداخلية وهجمات إسرائيل تهدد السلام الهش بسوريا

لجنة أممية: الصراعات الداخلية وهجمات إسرائيل تهدد السلام الهش بسوريا

جنيف/ الأناضول
حذّرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، الجمعة، من أن التصعيد العسكري الداخلي في سوريا والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، يهددان بشكل مباشر ما وصفته بـ”السلام الهش” في البلاد، ويقوّضان فرص الوصول إلى تسوية مستدامة قائمة على احترام الحقوق.
وفي بيان، أعربت اللجنة عن قلقها العميق من تصاعد “العنف الطائفي” في ريف دمشق، وانتقاله إلى محافظة السويداء.
وأشارت اللجنة، إلى أن هذا التطور يشكّل “تهديدًا خطيرًا للطريق نحو سلام دائم قائم على الحقوق”.
وأضافت أن أكثر من 100 شخص، بينهم مدنيون، لقوا مصرعهم خلال الأسابيع الماضية.
وحذرت اللجنة، من أن “الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية تُفاقم مخاطر تفكك المجتمع وتعرّض المدنيين لأضرار متزايدة”.
وأكدت أن الصراعات المحلية والهجمات الإسرائيلية الأخيرة تهدد السلام الهش في سوريا.
ودعت اللجنة، “جميع الأطراف المنخرطة في التصعيد الراهن إلى وقف فوري للقتال، والسعي نحو التهدئة، وفتح قنوات الحوار المتاحة”.
وشددت على ضرورة “حماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع مزيد من حالات النزوح”، معتبرة هذه العناصر أولويات لا تحتمل التأجيل.
كما أعربت اللجنة عن قلقها من محاولات إسرائيل توسيع احتلالها لهضبة الجولان السورية.
وأوضحت أن “الهجمات الجوية، والتهديدات بتدخل عسكري أوسع، ومحاولات تقسيم المجتمعات السورية، تزيد من خطر زعزعة استقرار البلاد بشكل أكبر”.
وفي ما يخص التطورات الميدانية، أشارت اللجنة، إلى أن اتفاقًا تم التوصل إليه مؤخرًا بين قادة محليين في محافظة السويداء (جنوب) والحكومة السورية.
وأكدت أن “الحكومة المؤقتة في سوريا لا تزال مسؤولة عن حماية جميع المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وطالبت اللجنة، بإجراء تحقيقات عاجلة، ومحايدة، وشفافة حول الانتهاكات الأخيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون السوري من خلال آليات قضائية موثوقة.
ولفتت اللجنة، إلى أن الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا، خاصة بعد أحداث عنف شهدتها المناطق الساحلية في مارس/ آذار الماضي، تبرز هشاشة الوضع الأمني في سوريا، وتؤكد الحاجة العاجلة لتخفيف التوتر.
وأضافت أن تحقيقاتها حول هذه الأحداث لا تزال مستمرة.
وشهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء والأربعاء، توترات أمنية إثر مقتل 16 شخصا بينهم مدنيون وعناصر أمن بهجمات نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ووفق مصادر رسمية، تمكنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.
وأعلنت الحكومة السورية، الخميس، توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها بمنصة تلغرام.
ورغم تلك الاتفاقات، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، شن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قالت تل أبيب إن الضربة “رسالة تحذير” للإدارة السورية في دمشق.
وصعدت إسرائيل من حملاتها التحريضية ضد الإدارة السورية الجديدة، في انتهاك صريح ومستمر لسيادة البلد العربي، محاولةً استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.