الحريق الأكبر بتاريخ الكيان التهم 24 ألف دونم.. إسرائيل تجاهلت طلب السلطة الفلسطينيّة المساعدة بإخماد الحرائق.. وقاحة: بعد أنْ نَعَتَ نجل نتنياهو ماكرون بألفاظٍ بذيئةٍ على (إكس) طلبت إسرائيل منه عدم إرسال مساعداتٍ

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ مطلعةٍ جدًافي تل أبيب، أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية بأنّ السلطة الفلسطينية عرضت تقديم مساعدات لإسرائيل في مواجهة موجة الحرائق المستعرة في منطقة جبال القدس، مشيرة إلى أن تل أبيب لم تجب حتى الآن.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإنّ عرض السلطة الفلسطينية يشمل إرسال طواقم إطفاء ومعدات للمساهمة في احتواء النيران التي أجبرت السلطات الإسرائيلية على إخلاء عدة تجمعات سكنية وإغلاق طرق حيوية.
وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أيّ موافقة رسمية على عرض السلطة الفلسطينية، كما أنّها لم تعتذر لها عن عدم الردّ على طلبها.
وعانت إسرائيل في السيطرة على الحرائق وسط رياح قوية وظروف ميدانية معقدة.
وأفادت (يديعوت أحرونوت) في وقت سابق من يوم الأربعاء بأنّ 12 شخصا أصيبوا باختناق جراء الحرائق المندلعة في جبال القدس.
وأضافت الصحيفة أنّ إسرائيل تتجه لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا.
وأظهرت مقاطع مصورة وصول النيران إلى طريق رئيسي في القدس وتدخل طائرات في محاولة لإخمادها.
في غضون ذلك، قالت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّه جرى استدعاء طائرات من سلاح الجو للمساهمة في إخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوضع فرقة من الجيش في حالة تأهب قصوى لإنقاذ العالقين واستدعاء شاحنات إطفاء عسكرية.
ونقلت القناة الـ 12 عن وزير الحرب إسرائيل كاتس قوله إنّ إسرائيل تعيش حالة طوارئ قومية، مضيفًا أنّه يجب بذل كل الجهود الممكنة للإنقاذ والسيطرة على الحرائق.
وأفادت المصادر نفسها بأن كاتس أمر رئيس الأركان إيال زامير ببذل جهود لمساندة فرق الإطفاء في التعامل مع الحرائق.
ويبدو أنّ إسرائيل اختارت أنْ تحافظ على المسافة التي خلقتها توترات نشبت مؤخرًا بين باريس وتل أبيب، بعد أنْ قررت، أوّل من أمس الخميس، رفض عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمساعدة إسرائيل وتقديم الطائرات والدعم المالي لها في إخماد حرائق جبال القدس المشتعلة منذ الأربعاء، والتي تقول إسرائيل إنّها من أكبر الحرائق التي شهدتها.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبرية، “توجهت إسرائيل إلى فرنسا وطلبت منها عدم إرسال طائرات للمساعدة في جهود إخماد الحرائق في جبال القدس”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح قائلاً: “باريس مستعدة لتقديم الدعم المادي لإسرائيل في الساعات المقبلة، لمواجهة الحرائق التي تمددت في مناطق واسعة”.
ويأتي الرفض الإسرائيلي للعرض الفرنسي بالمساعدة، في ظلّ توقعات بأنْ يصل الدعم الجويّ من قبرص وكرواتيا وإيطاليا إلى إسرائيل، ويُشار إلى أنّ نجل نتنياهو، يائير، المُقيم في ميامي بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، كان قد نشر مدونةً على موقع (إكس) ضدّ الرئيس الفرنسيّ واستخدم فيها ألفاظا نابيّةً وبذيئةً لا يحتملها الورق.
في السياق عينه، جديرٌ بالذكر أنّ السلطة الفلسطينية في رام الله كانت قد ساهمت في السابق بإرسال سيارات إطفاء خلال حرائق مشابهة شهدتها إسرائيل في أعوام سابقة، ما ساعد حينها في احتواء النيران، وكان ذلك تحديدًا في العام 2010، حيث سمحت سلطات الاحتلال لفرق الإنقاذ الفلسطينيّة بالدخول إلى الخّط الأخضر والمشاركة في عمليات إخماد الحرائق التي خرجت عن السيطرة، وفق ما أكّدته آنذاك المصادر الإسرائيليّة والفلسطينيّة، على حدّ سواءٍ.
ولكن الاستعلاء والصلف والوقاحة في إسرائيل في كلّ ما يتعلّق بالفلسطينيين وصل حينها إلى حدٍّ لا يُطاق، فبعد إخماد النيران قامت وزارة الأمن الداخليّ بتنظيم حفلٍ لتوزيع شهادات على لّ مَنْ شارك في إخماد الحرائق، ولكن عندما وصل فريق الإنقاذ الفلسطينيّ إلى أحد الحاجز قام جيش الاحتلال بمنعه من الدخول لأراضي الـ 48، الأمر الذي أجبره على العودة من حيث أتى.
وبحسب تقديرات السلطات الرسميّة في دولة الاحتلال فإنّ النيران التهمت نحو 24 ألف دونم، ما يجعل الحريق من بين الأكبر في تاريخ البلاد، وأشارت التقديرات إلى أنّ معظم (غابة كندا) احترق بالكامل، فيما تعرضت (غابة إشتاؤول) لأضرارٍ جسيمةٍ وأضافت المصادر أنّ الكيان بحاجةٍ لعشرات السنوات من أجل إصلاح ما فعلته النيران.