هآرتس: الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر السعودية

هآرتس: الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر السعودية

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مقالا للكاتب تسفي بارئيل بعنوان “بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر المملكة العربية السعودية”. يسلط المقال الضوء على الدور المتنامي للسعودية كوسيط غير مباشر في المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي.
ويشير الكاتب إلى أن هذا التطور اللافت يعكس تحولاً استراتيجياً في موقف الرياض من مجرد طرف إقليمي معني بنتائج الاتفاق، إلى فاعل دبلوماسي نشط يسعى للتأثير على مسار المفاوضات وشروطها.
ويرى الكاتب أن السعودية، التي كانت في السابق من أشد المعارضين للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، أصبحت اليوم أكثر براغماتية في تعاملها مع الملف الإيراني، خاصة في ظل التغييرات الإقليمية، وتقلص الالتزام الأمريكي المباشر في الشرق الأوسط.
ووفقاً للكاتب، فإن هذا التحول ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات بدأت مع مساعي الرياض التي بدأت بعد الضربة التي تعرضت لها منشآت أرامكو عام 2019، والرسائل التي تلقتها حينها بشأن حدود الدعم الأمريكي التقليدي.
الملك حسين ( في الوسط ) التقى برئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان (على اليسار) في لندن في شهر سبتمبر/آيلول عام 1978، أي قبل تفجر الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه الملكي بنحو أربعة أشهر. وفي خلفية الصورة، يظهر الشريف عبد الحميد شريف رئيس وزراء الأردن حينذاك.
ويرى الكاتب أن الرياض تستفيد من قنواتها المفتوحة مع طهران، والتي بدأت في التبلور عبر وساطات عراقية ثم تحولت إلى مسار أكثر وضوحاً بوساطة صينية في عام 2023.
هذه العلاقات مكنت السعودية، بحسب الكاتب، من لعب دور الوسيط بين الطرفين، حيث تنقل رسائل غير رسمية وتساهم في تهدئة بعض المواقف، خاصة فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية الخليجية من برنامج إيران النووي ونفوذها الإقليمي.
ورغم عدم وجود اعتراف رسمي من واشنطن أو طهران بهذا الدور، فإن الكاتب يشير إلى أن إشارات غير مباشرة من دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين تؤكد وجود تنسيق سعودي في بعض الملفات المرتبطة بالمفاوضات.
وهذا لا يعني، بحسب الكاتب، أن السعودية أصبحت ضامنة للاتفاق، لكنها بالتأكيد أصبحت جزءاً من حسابات الأطراف عند وضع الشروط والتوقعات.
ويرى الكاتب أنه يمكن قراءة هذا الدور السعودي كجزء من سعي الرياض لتكريس موقعها كقوة إقليمية مؤثرة بعيداً عن محاور الاستقطاب التقليدية. فالسعودية تسعى لأن تُرى كقوة عاقلة تحافظ على التوازن، لا كمجرد تابع للسياسات الأمريكية.
ويرى الكاتب أن هذا ينسجم مع سياسات ولي العهد محمد بن سلمان في تقليل الاعتماد على الحلفاء الغربيين، وتوسيع هامش الاستقلال الاستراتيجي للمملكة. (بي بي سي)