سليم البطاينه: الدكتور عارف البطاينه في ذكرى وفاته.. وجع الرحيل وألم الغياب

المهندس سليم البطاينه
قلائل الذين يصعب تعويض رحيلهم ،، وكثيرون هم الذين يرحلون عنا يومياً دون ان نحس بفراقهم ! غير من بين الراحلين من يترك اثراً موجعا في نفوسنا ، لا يخففه سوى القناعة بقضاء الله.
لم يكن الدكتور عارف البطاينه شخصاً عابرا ، بل كان رجلاً استثنائياً وشخصية كريزماتية لم يشبهه إلا القليلون من الرجال ،، عندما تقف إلى جانبه تشعر بهيبته ،حَظي بمكانة لم يحظ بها اخرون ! ولم يكن رحيله بالأمر السهل ، وكان من اكثر الأشياء وجعاً لكل من عرفه لما تركه من فراغ لم يملؤه احد ،، فالتوازن في الشخصية ميزة نفتقدها في أناس كثيرين ! لكنها ميزة في شخصية الدكتور عارف.
رغم ضوضاء المكان وما يرافقه من حزن وصور وذكرى نفتقده اليوم أكثر من أي وقت مضى ونحتويه بالدعاء ، و نقف اليوم في ذكرى وفاته التي تصادف بعد أيام قليلة لنستذكر روحه الطيبة المرحه ، التي طالما خيمت على اجواء الجلسات معه ،فقد ترك رحيله في قلوبنا وجعاً وقصة ألم فقدنا بها نصف الروح وجزءاً من القلب.
سنتان مضت على رحيله وما زال يسكن القلوب والعقول ،،، وعندما أتكلم عنه أشعر بشيء يهتز في داخلي ،،،، فقبل سنتين وقفنا امام نعشه غير مصدقين ان يمكن لشحوب الموت ان يستبدل تلك الهيبة التي خلناها أبدية.
الدكتور عارف رحمه الله كان يمثل حالة فريدة من الذكاء والنقاء الإنساني ،، وكان صلبا عندما يتعلق الأمر بالرأي ووقفة الضمير.
لم يكن يوماً لوحده حتى بعد وفاة رفيقة عمره ( هيفاء ام علاء ) ، بل بقي محاطاً بعائلة محترمة حفظت إرثه وتاريخه.
ليس الألم في رحيل من نُحب ! بل في رحيل ارواحنا معهم، وما اشد رجفة القلب ودمع العين على شيء لن يعود ،،، فكل شي نملك علاجه إلا الجرح الذي تركه الموت برحيل كبير حكيم طال بقائنا معه.
كاتب اردني