حماد صبح: لماذا لا يستقيل نتنياهو؟!

حماد صبح
لم يطالَب رئيس وزراء إسرائيلي سابق بالاستقالة مثلما طولب نتنياهو في الحرب القائمة لشعور الإسرائيليين بأن هذه الحرب كشفت عن نقص أهليته لمنصبه بدءا من هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، واتصالا في إدارته لمجريات الحرب . أقوى الأصوات التي طالبت باستقالته كان صوت الرئيس إسحق هيرتسوج قبل أيام، وبان في مطالبته أنه يتعهد له بالعفو عنه إن استقال . وثاني هذه الأصوات القوية صوت ديفيد باراك بكل ثقله العسكري والسياسي السابق . وباراك أظهر معارضته لنتنياهو بعد وقت قصير من بدء الحرب .
وفي بيانه الأخير عنها قال إن حماس قد تمضي في محاربة إسرائيل 50 عاما . وبعد كل فيديو لأسير إسرائيلي يندفع المتظاهرون إلى الشوارع والساحات خاصة في تل أبيب يطالبون بصفقة لإطلاق الأسرى ووقف الحرب .ونتنياهو لا سامع ولا مجيب، فعلى أي قوة يعتمد في تشبثه بمنصبه ويرفض الاستقالة منه؟! وأبعد من سوء إدارته للحرب يلقي بنفسه في لهب الأحداث السورية عارضا نفسه حاميا للطائفة الدرزية، وهذه لعبة خطرة .
ويلمح إلى احتمال الاصطدام بتركيا في سوريا، وهذا خطير وغباء استراتيجي كبير. ويهدد بمهاجمة إيران منفردا إن لم تشاركه أميركا في هذا الهجوم، وهنا تصل بلاهته إلى ذروتها . لم يفضح رئيس وزراء إسرائيلي مساوئ إسرائيل ومكامن ضعفها مثلما فضحها نتنياهو، ولم يتبجح أحد منهم تبجحاته المغترة الفاسدة، وكلها شواهد عميقة صحيحة على خسرانه لأهلية القيادة رغم أنه أكثر رؤساء وزراء إسرائيل فيسني توليه هذا المنصب، وتفسير هذه الكثرة خلو الكيان من القيادات الصالحة لالصلاحية نتنياهو في شخصه. ونعود إلى سؤالنا: لماذا لا يستقيل نتنياهو؟! لعل في ما يأتي الجواب
أولا: استقالته تعني اعترافه بفشله في الحرب، وهو يحسب نفسه منتصرا، ولاستقالته بعد أولي خطير هو فشل إسرائيل كلها في هذه الحرب .
ثانيا: قناعته بأن لا أحد في إسرائيل قادر على إجباره عمليا أو قانونيا على هذه الاستقالة .
ثالثا: اطمئنانه إلى تأييد ترامب له ولكيانه تأييدا مطلقا في كل منكراته وجرائمه وتطلعاته في المنطقة
رابعا: توهمه بأنه سيحقق في قطاع غزة ما يسميه النصر المطلق رغم اضطراب موقفه وآرائه في ماهية هذا النصر المطلق وإن حدده أحيانا في القضاء على حماس حركة وحكما، ويحلم بأن يكون تهجير مواطني قطاع غزة جوهرة هذا النصر.
رابعا: أمله في ان تتوج زيارة ترامب في 31 من مايو الحالي إلى بلاد الحرمين بالتطبيع الرسمي معها، فيحوز ما يسميه الجائزة الكبرى التي تتدفق بعدها سيولاً لتطبيع مع الدول العربية والإسلامية، وتزول
سائر كروبه وتختفي مآزقه، ويخرج بطلا تاريخيا لإسرائيل .
كاتب فلسطيني/غزة