الطيب دخان: إلى كل أصحاب مهنة المتاعب أينما حلوا وحيثما وجدوا

الطيب دخان: إلى كل أصحاب مهنة المتاعب أينما حلوا وحيثما وجدوا

 

 

الطيب دخان
بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير لايسعني إلا أن أتوجه إلى أصحاب مهنة المتاعب  أينما حلوا وحيثما وجدوا  في بقاع هذه المعمورة …
إلى  أولئك الذين فضلوا أن يشقوا هذا الدرب رغم وعورة مسالكه… وما يحيط بها  من مخاطر وأهوال… مضحين بأنفس ما يملكون في هذه الدنيا ولو كلفهم ذلك أنفسهم… وهل هناك أعز على الإنسان من نفسه التي بين جنبيه …؟وحياته وحريته التي فضل المغامرة  بها…. مثلما غامر هؤلاء الرجال والنساء من جنود الإعلام وفرسان الكلمة  ورواد الرأي والفكر..بأرواحهم وحرياتهم  وبأنفس ما يملكون من أجل نقل الخبر  وإيصال المعلومة  وتبليغها للناس أينما كانوا في سائر بقاع الأرض وأصقاعها…وكم ممن تشظى جسده وتطايرت وتناثرت  أشلاؤه  وهو يلهث وراء فتات الخبر وأجزاء الكلمة  محاولا  لملمتها  وجمعها وتركيبها  ونقلها من وسط لهيب المعارك  وساحات الوغى  ليجعل منها فرجة ومتعة  وإعلاما وتبصيرا  وإخبارا  للمشاهد ….غير آبه ولا مبال بدوي القنابل وأصوات المدافع والقذائف محاولا لملمة الحروف ونسجها خبرا  يولد وينبعث من مواقع  الإنفجار ومن تحت ركام الدمار  حتى يصير هو نفسه الخبر …وهو ذاته الإنفجار
وكم ممن  أدخلته الكلمة  إلى غياهب السجون… وظلماتها قاضيا نصف عمره  أو حياته بأكملها  بين زوايا الزنازين وخلف القضبان.. أو رمت به في المنفى  بعدما كان يرافع من أجل الإفراج عن الكلمة  والرأي حتى صار سجين الكلمة والرأي..
فإلى كل هؤلاء الضحايا  والشهداء نزف أخلص عبارات الترحم والتقدير  والشكر والإمتنان  والإعتراف والعرفان..بنضالهم  وكفاحهم  وصدقهم  وإقدامهم  وتضحيتهم  من أجل هذه المهنة المقدسة والنبيلة ولكل من حذا حذوهم  وإقتفى أثرهم  وسلك نهجهم وإتبع خطاهم  وإختار إمتهان هذه المهنة  رغم متاعبها وصعوبتها مفضلا مواصلة الطريق رغم مايحيط بها من أشواك وأحراش ورغم ماتخفيه من مخاطر وأهوال….
/خنشلة/الجزائر