أنصار الله.. وحيدة في المواجهة والإسناد

أنصار الله.. وحيدة في المواجهة والإسناد

 

د. محمد أبو بكر
ما يقارب الملياري مسلم، لا علاقة لهم بما يجري في غزة، شعوب وأنظمة، هذا هو الواضح اليوم تماما بعد أكثر من عام ونصف العام على حرب الإبادة والتجويع، في الوقت الذي مازالت فيه الأنظمة والشعوب منشغلة تماما عمّا يجري لأهلنا في القطاع، وهي لا تدرك بأنّ ما يحدث في غزة ربّما يصيب بعضها آجلا أو عاجلا، إن بقيت على هذه الحال من المهانة والذلّ والتخاذل.
أهل غزة ومقاومتها الباسلة ليس لهم اليوم غير الله وأنصار الله في اليمن، هذه هي الحقيقة الثابتة اليوم، فأنصار الله رغم محدودية ما تملكه من أسلحة مقارنة مع الترسانتين الصهيونية والأمريكية مازالت على عهدها ووعدها تجاه المقاومة الفلسطينية، ورغم ما يتعرّض له اليمن من قصف مجنون، إلّا أنّ أنصار الله لم تنكث العهد مع غزة، لا بل ومستمرة في المواجهة والإسناد، رغم كل أطنان القنابل التي يجري إسقاطها على أهلنا في اليمن.
أنصار الله تؤكّد بأنها ستفرض حصارا جويا على كيان الإحتلال، وتؤكد أيضا بأنّ سماء المنطقة لم تعد آمنة، لله درّكم ما أروعكم، وهناك تحذير لشركات الطيران العالمية بعدم المغامرة والطيران باتجاه أجواء فلسطين المحتلة، ونحن نعلم بأنّ المسافة بين فلسطين واليمن تتجاوز الألفي كيلو مترا، ولكنها عازمة على تنفيذ تهديدها مهما كان حجم العواقب، وهي ضخمة بالتأكيد.
وفي الوقت الذي تصرّ فيه أنصار الله على مواصلة إسناد غزة، فإنّ حصارا من الأشقاء وعلى بعد أمتار قليلة من حدود غزة مازال قائما، فالحدود البريّة مع الأشقاء مغلقة، بحيث تمّ قطع كل مقومات الحياة عن شعبنا في القطاع، ولا يجرؤ هؤلاء على إدخال شاحنة واحدة، ياللمفارقة العجيبة الغريبة، فأنصار الله باتوا هم الوحيدون في الساحة، ونقول لأهل غزة .. ليس لكم إلا الله وأنصار الله، اغسلوا أيديكم من هذه الأمّة، فهي تستعدّ لموسم الصيف، حيث المهرجانات الفنيّة والغنائية والمزيد من الرقص والخلاعة في العديد من العواصم والمدن العربية، فلا تزعجوهم رجاء يا أهلنا في القطاع !
أكتب هذا المقال وأنا أتابع القصف الأمريكي الصهيوني لليمن، وبالطبع لن يكون الأخير، فاليمن هو الشقيق المؤتمن، وهو الحليف الذي لا ينقض العهد، وهو الذي اختار طريق الله، طريق الحق، في إسناد غزة وشعبها، في حين غابت جيوش العرب، وغابت الكرامة والنخوة العربية، والتي هي غائبة أصلا منذ عقود.
أنصار الله.. طوبى لكم، المجد لنضالكم، ووقوفكم الراسخ الثابت إلى جانب شعبنا الفلسطيني في غزة، فهكذا يكون الإسناد والدعم، لا على شاكلة بيانات العهر من تنديد واستنكار، من أنظمة مرتعدة مرتجفة، لا بل وتمعن في المزيد من التآمر والغوص الدائم في مستنقعات الخيانة والتواطؤ والتخاذل.
سؤال ليس بريئا.. ما الذي يعجز مصر عن فتح معبر رفح وهي التي تحظى بأقوى الجيوش، في حين يغلق أنصار الله الجو والبحر على الصهاينة ؟ وسلامتكم..!
كاتب فلسطيني