هل قلّد الشرع “مُعلّمه أردوغان”؟.. “الجولاني” يلعب كُرة السلّة على أنغام حماسية وببذلة رسمية فهل وجد الوقت لغير النوم؟ وهل ستضمن “رمياته الثلاثية” عدم ضياع سورية وهل استحقر الشعب السوري بإطلالته أم أسَرَهُ بذكائه وحرفيّته؟

هل قلّد الشرع “مُعلّمه أردوغان”؟.. “الجولاني” يلعب كُرة السلّة على أنغام حماسية وببذلة رسمية فهل وجد الوقت لغير النوم؟ وهل ستضمن “رمياته الثلاثية” عدم ضياع سورية وهل استحقر الشعب السوري بإطلالته أم أسَرَهُ بذكائه وحرفيّته؟

 

 

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

تفاعل السوريون مع مشهد حاكمهم الجديد الانتقالي أحمد الشرع، حيث اختار الأخير أن يطل عليهم بمظهر غير مألوف عن نكهة أبو محمد الجولاني، أو غير جهادي سلفي، وببنطال بذلة، وربطة عُنق، مع الإبقاء على لحيته الطويلة، ومن خلفه وزير خارجيّته أسعد الشيباني، وهو يلعب كرة السلة.

ويبدو أنّ الأذهان السورية قد عادت مع هذا المشهد، لاستحضار حالة تقليد اتبعها الشرع، لمشهد سابق وقد ظهر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يلعب ورجال دولته كرة السلة، وذلك للتأكيد أنه بصحّة جيّدة، حين انتشرت في حينها شائعات حول مرضه.

وفيما يستعد الشرع لزيارة فرنسا، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ أعلن الإليزيه أن ماكرون سيؤكد دعمه لبناء “سوريا جديدة حرة ومستقرة تحترم كل مكونات شعبها”، يبدو أن الشرع أراد الانتقال للمشهد الغربي في الشكل بما يتعلّق بخروج الزعماء الغرب عن المألوف، وفي سياقات سياسية، لزيادة الشعبية محليًّا، ودوليًّا.

ونُشر الفيديو عبر حساب الوزير الشيباني على منصّة “إنستغرام” اليوم الثلاثاء مرفقا بتعليق، “على هامش معركة بناء وطننا”، ويحدث هذا فيما كانت “سورية الجديدة” تتعرّض لغارات إسرائيلية عنيفة وصلت لمحيط قصر الشعب، أو “قصر الجولاني” حاليًّا، وانتهاك لسيادتها جوًّا، وبرًّا، وبحرًا.

وعلى عكس عجز حكّام دمشق الجدد عن الرد على الإسرائيليين، ظهر الشرع وهو يحترف لعبة كرة السلة، وحقّق رميات ثلاثية، فيما لا يزال يحاول الشرع ورجاله تحقيق ذلك في شباك الأقليات، التي تتعرّض للانتهاكات التي يقول الشرع إنها على يد “فصائل غير منضبطة” أو “مُتفلّتة”.

ولافت أنّ المقطع نُشر على أنغام موسيقى حماسية، وبدا الشرع فيه وكأنه أحد الفاتحين، وهو يحقق رمياته الثلاثية في الشبكة.

أنصار الشرع بطبيعة الحال، ذهبوا بعيدًا في تفسيرات المقطع، فقال أحدهم بأن ذلك تطبيق لسنة النبي ولعب الرياضة للشباب، ومنهم من قال إن الذي لا يضيع كراته ويضعها في الشباك، لن يُضيّع البلاد.

مُعارضوه قالوا أمثال الناشط فادي عيد فكتب تعليقًا قال فيه مُنتقدًا: “العجيب انه لما اتسأل (الشرع) في حديثه لقناة تلميع مجاهدين الناتو قناة “العربية” بداية رئاسته هل ممكن نشاهد أحمد الشرع يحضر ستاند اب كوميدي او مسرحية ملتزمة في دمشق أو غيرها؟، رد الجولاني بطريقة المراوغة المعروفة “انا لا أجد الوقت كي أنام.. إذا كان أمامي متسع من الوقت سأذهب للراحة”.

وأضاف الناشط عيد: بسم الله ما شاء الله.. دلوقت بعد توليه الرئاسة وفي عز مالطيران الإسرائيلي بيتمشى على سطح قصره بقا عنده وقت يلعب كرة سلة ومع وزير خارجيته كمان، ويمكن بحكم كثرة مشغولاياته يا عيني اللي مش باين من ملامحها شئ غير مذابح ضد الاقليات.. وهو التطبيق الفعلي لهتافات الثورة السورية منذ إنطلاقها “العلوي على التابوت.. والمسيحي على بيروت” فلعب الباسكيت بالملابس الرسمية.

أما مكسيم العيسى الغاضب من الشرع فعلّق بالقول: “لنضع السخرية جانبا… فيديو الشرع والشيباني وهما يلعبان كرة السلة أكبر إهانة واستحقار للشعب السوري! شعب جائع بلا وسائل معيشية ولا رواتب وفوق منها مجازر وجرائم إبادة وطائفية وقومجية … وجايين يلعبوا كرة سلة! وعندهم جمهور لسا بيدافع عنهم! أسفي عليكم! فعلا صدق من قال: الما يستحي مكيف!”

في المُقابل رأى الناشط التركي جلال ديمير كتب: “من قال السياسة بس مؤتمرات وخطابات؟ السيد احمد الشرع والشيباني يلعبوا سياسة وكرة سلة بنفس المهارة! ظهور أحمد الشرع ووزير خارجيته الشيباني وهما يلعبان كرة السلة بالبذلة الرسمية ليس عفويًا، بل رسالة سياسية محسوبة، الشرع يُعيد تقديم نفسه: شاب، مرن، محترف، يجمع بين الصرامة والذكاء. التناغم بينه وبين الشيباني يُظهر وحدة الفريق الحاكم وانسجامه. اللعب بالبذلة يعني أن لا وقت للراحة، الجدية مستمرة حتى في التفاصيل. النظام يرسل صورة جديدة: حديث، واثق، غير متشدد. كل لقطة كانت رسالة، وكل هدفٍ سُجّل كان مَقصودًا.