حشود مصرية قرب حدود غزة وهتافات غاضبة بالقاهرة لدعم فلسطين

رفح/ الأناضول
احتشد آلاف المصريين، الثلاثاء، على طريق مطار مدينة العريش شمال شرقي البلاد قرب الحدود مع قطاع غزة، دعما للفلسطينيين وقضيتهم ورفضا لتهجيرهم من أرضهم ولحرب الإبادة الإسرائيلية المتصاعدة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
كما احتشد محتجون أمام مقر نقابة الصحفيين وسط العاصمة القاهرة دعما لقطاع غزة ورفضا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وللمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي لدى القاهرة.
وتعددت هتافات ولافتات ومطالب المحتشدون في المدينتين لكنها توحدت على رفض الإبادة وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ووسط دعم إعلامي رسمي وخاص بمصر، تحركت حافلات من مختلف محافظات مصر، نحو مدينة العريش (شمال شرق) القريبة من الحدود المصرية مع قطاع غزة، واحتشدت بمدينة العريش تزامنا مع زيارة يجريها رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون للمدينة.
وأفادت وكالة الأنباء المصرية، الثلاثاء، بأن “عشرات آلاف المصريين من مختلف محافظات الجمهورية احتشدوا في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء في وقفة تضامنية مع شعب فلسطين، رافضة لأي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسرا أو طوعا”.
ولفتت إلى أن تلك الحشود “أكدت اصطفافها خلف القيادة السياسية ودعمها الكامل لقرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.
ورفع المتظاهرون، خلال “الوقفة التضامنية لنصرة غزة، لافتات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ترحب بزيارة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون وتعلن الدعم الكامل للقيادة السياسية كتب عليها عبارات من قبيل “معاك (معك) ياريس” و”لا لتهجير الفلسطينيين” و”غزة فلسطينية.. فلسطين للفلسطينيين” و”100 مليون وراك (يدعموك) يا ريس” و”نعم لإعمار غزة” و”لا لتصفية القضية الفلسطينية” و”التهجير خط أحمر”.
كما رفع المشاركون في الوقفة “أعلام مصر وفلسطين وفرنسا وصورا للسيسي وماكرون إلى جانب رفع لافتات ترفض مخطط التهجير وتؤكد دعم الفلسطينيين في البقاء على أرضهم وعدم تهجيرهم عنها قسرا أو طوعا”، بحسب الوكالة.
وفي العاصمة القاهرة، احتشد محتجون أمام مقر نقابة الصحفيين وسط المدينة، دعما لقطاع غزة ورفضا لتهجير الفلسطينيين.
وردد المشاركون هتافات “يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي دينك ديني، ويا فلسطين لم ننساك كل الشعب العربي فداك، وشعب واحد له هوية والمحتل مالهوش (ليس له) شرعية، وأول مطاب للجماهير غلق سفارة وطرد سفير”.
ورفعوا لافتات مكتوب على بعضها “المجد للمقاومة” و”تسقط كامب ديفيد”، في إشارة لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة بين البلدين قبل عقود.
وبحسب مقاطع فيديو بثت عبر منصات التواصل الاجتماعي، غابت عن تلك الوقفة هتافات ولافتات دعم الموقف الرسمي المصري تجاه فلسطين، وكان لافتا فيها طرح بعض المطالب الشعبية مثل طرد السفير، وإلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
وعادة ما تشهد تلك الوقفات أمام مقر نقابة الصحفيين المصرية وسط القاهرة هتافات غاضبة وداعمة لفلسطين منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وبحسب رصد “الأناضول” لاقت تلك الحشود الداعمة للموقف المصري الرسمي والقضية الفلسطينية التي احتشدت في العريش ونظيرتها للوقفة الاحتجاجية في وسط القاهرة، ردود فعل واسعة بمنصات التواصل الاجتماعي، وسط تباين بشأن من يمثل صوت مصر أمام العالم.
وتلعب مصر منذ بدء الإبادة بغزة دور وساطة مع قطر والولايات المتحدة لوقفها ونجحت في إبرام هدنتين إحداهما أواخر ديسمبر/ كانون أول 2023 ويناير/ كانون ثان 2025.
كما تعد مدينة العريش المصرية، محطة رئيسية لاستقبال المساعدات الإغاثية من مختلف أنحاء العالم لإيصالها إلى قطاع غزة.
وفي 4 مارس/ آذار الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 1 مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي أسفرت الإبادة الإسرائيلية بغزة، منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.