في 5 أسئلة.. تأثير الرسوم الأمريكية على الأسواق العالمية

إسطنبول/ الأناضول
ما زال الشعور المتزايد بالمخاطر في أعقاب الرسوم الجمركية القائمة على المعاملة بالمثل التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل/ نيسان الجاري، يهز أسواق الأسهم العالمية.
وبحسب بيانات جمعتها الأناضول، فإن خطوات المعاملة بالمثل المتخذة والمقرر اتخاذها في هذا الشأن تجعل المخاطر مرتفعة.
ففي مطلع الأسبوع الجاري، انخفض مؤشر نيكي 225 في اليابان بنسبة 7.7 بالمئة وأغلق عند 31.187 نقطة، وفي كوريا الجنوبية انخفض مؤشر كوسبي بنسبة 5.6 بالمئة وأغلق عند 2.328 نقطة، وفي الصين خسر مؤشر شنغهاي المركب 7.3 بالمئة وأغلق عند 3.096 نقطة، وفي هونج كونج خسر مؤشر هانغ سنغ 13.2 بالمئة وأغلق عند 19.828 نقطة.
وفي أوروبا، انخفضت أسعار أسهم نحو 97 بالمئة من الشركات المدرجة في مؤشر ستوكس 600.
1- ما الذي تغير حين تولى ترامب منصبه؟
بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 وتنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، تغيرت استراتيجية الولايات المتحدة التجارية العالمية وأصبحت أكثر وقائية.
وبالتوازي مع وعد ترامب بخفض العجز في التجارة الخارجية خلال فترة ترشحه، بدأت أجندة المستثمرين تنشغل بالحديث عن الرسوم الجمركية.
وفي الفترة التي أعقبت 20 يناير الماضي، أشعلت الخطابات المتتالية لترامب بشأن الرسوم الجمركية المخاطر في الأسواق العالمية، وبات الحديث المتكرر بشأن الرسوم الجمركية البند الرئيسي على أجندة المستثمرين في الأسواق وتسعير الأصول.
2- ماذا تعني الرسوم الجمركية بالنسبة للأسواق؟
أدت خطابات ترامب بشأن الرسوم الجمركية إلى زيادات إضافية في أسعار المنتجات في الأسواق. والهدف من الرسوم تقليل الطلب من خلال زيادة أسعار المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وبالتالي تقليل عجز التجارة الخارجية وفي الوقت نفسه تشجيع الإنتاج المحلي.
وتؤثر هذه الخطوة في الأسعار بصورة أساسية على استراتيجيات التصنيع والتجارة للدول والشركات.
ومن المتوقع أن الكثير من الشركات الأمريكية التي تصنع منتجاتها في الخارج ستواجه تكاليف إضافية للرسوم الجمركية، وهذا يؤدي بشكل أساسي إلى تغيير في التوقعات المستقبلية لجميع الشركات والدول.
وتؤدي الظروف المتغيرة، لا سيما بالنسبة للبنوك المركزية، إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية.
3- ما الذي سيتغير عقب الرسوم الجمركية المعلنة في 2 أبريل الجاري؟
تهدف الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية في 2 أبريل الجاري إلى خفض العجز التجاري الخارجي للولايات المتحدة مع شركائها التجاريين بشكل كبير.
فقد وصل العجز التجاري الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 130.7 مليار دولار في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبحسب أحدث البيانات، سجلت الولايات المتحدة عجزا في تجارة السلع بقيمة 30.9 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي في فبراير/ شباط 2025، في حين سجلت عجزا بقيمة 26.6 مليار دولار مع الصين.
4- لماذا يرتفع مستوى المخاطرة في الأسواق العالمية؟
في الوقت الذي تعقِّد فيه إعلانات الرسوم الجمركية المتتالية من الولايات المتحدة، التوقعات بشأن الاقتصاد العالمي، فإن الخطوات الانتقامية المرتقبة من دول أخرى تعزز التوقعات بأن الحروب التجارية قد تشتد.
فدول مثل الصين وفيتنام وتايوان، والتي تتمتع بمزايا مختلفة مثل العمالة الرخيصة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية للتصنيع المتقدم، تتأثر بشكل خطير بالرسوم الجمركية، التي تُبقي مستوى المخاطر مرتفعا في جميع أسواق الأسهم، لا سيما في مؤشرات البلدان المعنية.
5- ماذا حدث بعد إعلان الرسوم الجمركية؟
بعد إغلاق الأسواق الأمريكية 2 أبريل الجاري، زادت عمليات البيع التي بدأت في أسواق الأسهم الآسيوية في اليوم التالي من إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية القائمة على المعاملة بالمثل.
ومع بداية الأسبوع الجديد في الأسواق، تعمق هذا الاتجاه نحو البيع وانتشر إلى جميع المؤشرات الرئيسية.
وأعلن ترامب، في 2 أبريل الحالي، فرض رسوم جمركية قال إنها “متبادلة” على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة.
وقرر ترامب تطبيق رسوم بنسبة 34 في المئة على الصين، و20 في المئة على الاتحاد الأوروبي، و46 في المئة على فيتنام، و24 في المئة على اليابان، و26 في المئة على الهند، و30 في المئة على جنوب إفريقيا و37 في المئة على بنغلاديش، و17 في المئة على إسرائيل و10 في المئة على تركيا، وبالنسبة نفسها على بريطانيا.
كما فرض رسوما بنسبة 10 في المئة على كل من قطر والإمارات والسعودية ومصر والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعُمان والبحرين والمغرب، فيما كانت سوريا الأعلى نسبة عربيا بـ41 في المئة، والعراق 39 في المئة، والجزائر 30 في المئة.