سوريا تطلق تجربة الجيل الخامس من الإنترنت 5G لتعزيز التحول الرقمي

لندن-راي اليوم
أعلن وزير الاتصالات السوري، عبدالسلام هيكل، عن إطلاق الجيل الخامس من الإنترنت “5G” بشكل تجريبي في سوريا، وذلك خلال فعاليات مؤتمر “AI-SYRIA 2025″، الذي يعد الأول من نوعه في البلاد والمتخصص في الذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة السورية لتطوير البنية التحتية للاتصالات ودعم التحول الرقمي في البلاد.
تحول رقمي يدعم الاقتصاد السوري
وقال الوزير هيكل خلال المؤتمر: “أطلقنا الجيل الخامس من الاتصالات بشكل تجريبي، وهناك عمل كبير نقوم به لتطوير الاتصالات والإنترنت في سوريا”. ويُعتبر هذا المشروع خطوة استراتيجية تهدف إلى توفير خدمات الإنترنت عالية السرعة، ما سيسهم في تسريع التحول الرقمي ودعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل المعاناة التي يواجهها العديد من مستخدمي الإنترنت في سوريا بسبب ضعف الشبكة وارتفاع تكاليف الاتصال.
كما أشار هيكل إلى أن الوزارة قد اجتمعت مع أكثر من 100 شركة دولية، من بينها 42 مجموعة استثمارية، وذلك في مسعى لتطوير قطاع الاتصالات السوري، كان آخرها لقاء مع شركة أمريكية متخصصة في هذا المجال.
مشروع تجريبي لبنية تحتية متطورة
في تعاون مشترك بين شركتي “سيريتل” و”MTN”، تم إطلاق أول تجربة عملية لشبكة الجيل الخامس في سوريا، وذلك في إطار تقييم أولي لخدمات الإنترنت عالية السرعة. ووفقًا لتقارير الشركات المعنية، فإن هذا المشروع التجريبي سيشمل بعض المناطق المختارة في مرحلته الأولى، على أن يتم التوسع تدريجيًا بناءً على تقييم الأداء واحتياجات السوق المحلي.
وأضافت الشركتان أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للاتصالات في سوريا، وتوفير شبكات أسرع وأكثر استقرارًا لمواكبة التحول الرقمي الذي يشهده العالم.
مزايا الجيل الخامس: السرعة والاستدامة
تعد تقنية الجيل الخامس (5G) أحدث تطوير في مجال الاتصالات، حيث توفر سرعات تحميل وتنزيل أعلى بكثير مقارنةً بالجيل الرابع، فضلًا عن اتصالات أكثر استقرارًا وقدرة أكبر على التحمل. وتتميز الشبكة أيضًا بزمن انتقال منخفض، ما يعني استجابة أسرع للتطبيقات والخدمات.
من خلال هذه التقنية، يمكن دعم العديد من التطبيقات الحيوية مثل التعليم عن بُعد، الرعاية الصحية، الأعمال، والترفيه. كما تساهم في توسيع نطاق الاستخدام في مجالات أخرى مثل المدن الذكية، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، مما يعزز من قدرة الشبكات على تحمل الكثافة العالية في الاستخدام.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم هذه الخطوات الواعدة، يواجه قطاع الاتصالات في سوريا تحديات عديدة، بما في ذلك ضعف البنية التحتية الحالية، التي تعرقل انتشار الشبكة بشكل شامل. ولكن مع تطور البنية التحتية وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع، فإن الجيل الخامس يمكن أن يكون خطوة محورية نحو تحقيق تحول رقمي شامل يعزز الاقتصاد السوري في السنوات القادمة.
من المتوقع أن يكون إطلاق هذه الشبكة بمثابة نقطة انطلاق لتحفيز المزيد من الابتكارات في مجالات متعددة، ما يفتح آفاقًا جديدة للمستقبل الرقمي في سوريا.