عدنان نصار: زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة.. لا تنتظروا المن والسلوى

عدنان نصار: زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة.. لا تنتظروا المن والسلوى

 

عدنان نصار

تفيد تقارير صحفية، وأخبار عواجل متكررة تبثها فضائيات ، أن أخبار سارة في طريقها الى المنطقة ،تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الى المنطقة خلال آيار الحالي ..، وهي بلا شك اخبار لا تحمل في حقائبها الديبلوماسية سوى المصالح الأمريكية أولا وأخيرا .
إعلان الرئيس الأمريكي عن “أخبار سارة للغاية” وأن ثمة “إعلان كبير” سيفصح عنه بتزامن مع الزيارة ، هي في تقديري مجرد إستكمال سياسي “للعبة الأمم ” تضع مصالح أمريكا والاحتلال الاسرائيلي في مقدمة الأولويات الأمريكية ، مع النظر وفق سياسة “رفع العتب” للمصالح العربية كنوع من “جبر الخواطر” ، دون النظر الأمريكي الى ضرورة التأشير على الأسباب التي جعلت الإنسان العربي كارها للسياسة أمريكا التي تسعى دائما لإحداث شلل في مسار النهوض العربي ، حتى وان كانت نهضة تحاكي الإرث التاريخي “لخير أمة أخرجت للناس” ..!
السؤال المتأرجح في الإجابات :ما الأخبار السارة ، وما هو الإعلان الكبير  الذي سبجيء بهما  ترمب الى المنطقة .؟ ربما ، تحتمل الإجابة في تفاصيلها ، وجع اكثر مما كان سابقا ..ربما  أكبر من رش الملح على جراحنا التي يتقصد ساسة امريكا تهييج ألمها .
لا اظن أنني انكأ المزيد من الجراح العربية ، او أفسد فرحة المتفائلين بالزيارة ، واعتقد ان الاوضاع العربية الراهنة الغارقة بالحزن نتيجة تغييب التضامن العربي الذي يمنح قوة الإستقرار للجغرافيا العربية ، والإستمرار في رسم احلامها المشروعة و”المسالمة” وهي احلام لا تحمل الضغائن  ولا تجيد اراقة الدماء ، كما هو المشروع الاسرائيلي الذي يتفنن في اراقة الدم العربي بعربدة اسرائيلية ، تصول وتجول في فضائنا العربي لقتل العربي ..بدعم امريكي .
لن تجيء زيارة الرئيس الأمريكي باي جديد ..هكذا يبدو المشهد : ظلام وظلم أمريكي لكل ما هو عربي بهويته وجغرافيته ..
مواصلة عدوان امريكي اسرائيلي بإتجاهات متعددة ضمن اطار اللوكيشن العربي ..دعم لاسرائيل بلا حدود ، التي خلقت أكبر خطورة تهدد الوطن العربي أكثر من أي وقت مضى لأن “اسرائيل” ضربت وما زالت تضرب عرب تحت سمع امريكا والعرب ، دون أن تقدم امريكا أي بارقة أمل للعرب ولا نظن انها ستفعل ذلك ابدا .
إفتضاح أمر اسرائيل ونوايها ،ليس أكتشافا مذهلا ، فهي مفضوحة النوايا متذ نشوء كيانها ، غير ان الإفتضاح الأكثر عهرا هو ما يفعله الإحتلال من تصريحات هوجاء بتغيير وجه المنطقة /الشرق الأوسط وفق عربدة بنيامين نتنياهو..ولعل الذراع العربية “المؤدبة” التي تتردد في صفع بنيامين وأزلامه ، قد تكون سببا في تمادي العربدة الاسرائيلية ، من جهة ومنح الرئيس الأمريكي شرف الاعلان عن “أخبار سارة” قريبا ..لقد سئم العربي من التصريحات الأمريكية الممجوجة منذ “هنري كيسنجر” الى اللحظة الراهنة التي اعلنت فيها خارجية امريكا عن قرب وصول الاخبار السارة من خلق المحيطات ..أخبار ربما نعرف تفاصيلها وخباياها وثناياها ..تماما مثل تلك الاخبار التي تشير الى أن :”اسرائيل تعمل على تنفيذ المخططات الكبرى التي تكلف بها من جهة ، ومخططات تتفق مع مصالحها واطماعها التوسعية من جهة أخرى”. !
آن لنا أن ندرك إننا في وضع سيء..ولن تحمل لنا طائرة الرئاسة الأمريكية صناديق المن والسلوى ..لا شيء غير الأخبار الأكثر سوءا .!

كاتب وصحفي أردني..