“نسخة غزة”.. دورة استثنائية لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بتطوان تعيد توجيه البوصلة نحو العدالة والسلام

“نسخة غزة”.. دورة استثنائية لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بتطوان تعيد توجيه البوصلة نحو العدالة والسلام

 

 

تطوان ـ الادريسي عبد المجيد:
في تظاهرة شبابية مميزة جمعت بين الفكر، الترافع، والتضامن الإنساني، نظم مجلس شباب نموذج الأمم المتحدة بتطوان، أيام 2، 3 و4 ماي 2025، النسخة التاسعة من مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة، تحت شعار: “الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة: السلام، العدالة، والمؤسسات القوية”، في مبادرة وُصفت بأنها “نقلة نوعية في الوعي الشبابي والدبلوماسية الموازية”.

وقد اختار المجلس إطلاق اسم “نسخة غزة” على هذه الدورة، في تعبير صريح عن الانخراط الشبابي المغربي في التضامن مع القضية الفلسطينية، وتجديدًا للالتزام العميق بمناصرة الشعوب المقهورة، في وقت يتصاعد فيه العنف والانتهاكات ضد المدنيين العزل في غزة.

150 شابًا وشابة من مختلف المدن المغربية ومؤسسات التعليم العالي شاركوا في هذه المحطة التكوينية والدبلوماسية، التي احتضنتها دار المحامين بتطوان، وكليتا العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، والعلوم بتطوان، بحضور ممثلين عن المؤسسات الجامعية، القطاعات الشريكة، والمجتمع المدني.

في كلمته الافتتاحية، أكد عبد المجيد الإدريسي، الرئيس المنتدب للمجلس، أن هذه النسخة تُعدّ أكثر من مجرد تمرين محاكاة، بل هي منصة حقيقية لبناء وعي شبابي ملتزم، يتفاعل مع القضايا الوطنية والعالمية بجرأة ورؤية. وأضاف أن “نسخة غزة” ليست شعارًا عاطفيًا، بل موقفًا تربويًا وأخلاقيًا يعكس روح الجيل الصاعد.

من جهته، ألقى جمال الدين بنحيون، نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، كلمة باسم رئاسة الجامعة، نوه فيها بالمستوى الرفيع للمبادرة، مؤكدًا أن الجامعة تضع مثل هذه المشاريع في صلب استراتيجيتها التكوينية المواطِنة، تجسيدًا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إعداد جيل متوازن، واعٍ، ومسؤول.

وكالة بيت مال القدس الشريف كانت حاضرة من خلال السيدة فرح الغصين، التي قدمت مداخلة عرفت بجهود الوكالة في الدفاع عن القدس ودعم الفلسطينيين، وأثنت على حيوية الشباب المغربي في دعم القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تعزز جسور الوعي الجماعي والتضامن الكوني.

وفي كلمة مؤثرة، عبّر السيد منتصر محمد، ممثل سفارة دولة فلسطين، عن امتنانه العميق لهذا التكريم الرمزي المؤثر، مؤكداً أن “نسخة غزة” ليست مجرد مبادرة رمزية، بل تعبير عن ضمير حي، نقي، حر، ينبت من شباب المغرب.

وشكلت دار المحامين فضاءً للافتتاح الرسمي، حيث عبّر السيد افتيت، ممثل نقابة المحامين، عن اعتزاز النقابة باحتضان اليوم الأول، مؤكداً أن العدالة لا تنفصل عن الترافع المدني والنقاش الشبابي.

كما عرفت الفعالية دعمًا مؤسسيًا من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، التي فتحت أبوابها لاحتضان جلسات المحاكاة، إلى جانب كلية العلوم بتطوان، التي احتضنت ورشات تكوينية وتأهيلية سبقت مرحلة الترافع.

وفي هذا السياق، أثنى السيد عبد الإله الوهاني، الكاتب العام لكلية العلوم، على دينامية الشباب وحسن تنظيم المجلس، مؤكداً أن الكلية ستظل منفتحة على المبادرات الجادة التي تبني الوعي وتُسهم في صقل مهارات الطلبة.

أما السيد عبد اللطيف الفحصي، المدير البيداغوجي للنشاط، فقد اعتبر أن المؤتمر شكل مدرسة فكرية وتربوية حقيقية،التي امتدت منذ 2015  وأعاد الثقة في قدرة الشباب على إنتاج خطاب واعٍ ومؤثر. وأكد أن النقاشات والورشات أبانت عن مستوى عالٍ من النضج والتحليل، ما يجعل من هذه النسخة محطة استثنائية بكل المقاييس.

التوصيات الختامية التي خرج بها المؤتمر دعت إلى تعزيز مشاركة الشباب في صناعة القرار، ترسيخ ثقافة السلم والعدالة، ودعم القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.