“فتح”: جريمة تجويع غزة شهادة على انهيار المنظومة الدولية

“فتح”: جريمة تجويع غزة شهادة على انهيار المنظومة الدولية

رام الله / عوض الرجوب / الأناضول
قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، الأربعاء، إن جريمة تجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة “شهادة دامغة على انهيار المنظومة الدولية”.
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الحركة عبد الفتاح دولة، وصل الأناضول نسخة منه.
وأضاف: “جريمةُ تجويع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة لم تعد فقط دليلا على وحشية الاحتلال، بل أصبحت أيضًا شهادة دامغة على انهيار المنظومة الدولية وعجزها الفاضح عن حماية أبسط حقوق الإنسان”.
وتابع: “ما يمارسه الاحتلال من حصار وتجويع متعمّد، وسط صمتٍ دولي مُخزٍ، يؤكد أنه ماضٍ في جرائمه دون أدنى اكتراث بالقانون الدولي أو بردود الفعل الدولية”.
واعتبر أن “الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم تعد بيانات الإدانة أو تحميل المسؤولية تجدي نفعا أمام إصراره على تحويل الجوع إلى أداة قتل جماعي”.
وزاد متحدث فتح: “أطفال يُحتَضرون، عائلات تُباد، والعدالة تظلّ غائبة، ما يُفقد المنظومة الأممية كل مضمونها وقيمها”.
ومضى محذرا: “نحن أمام مفترقٍ أخلاقيٍّ خطير: إمّا أن تتحرك الدول والمؤسسات الدولية بشكل فوري وفاعل لوقف هذه الجريمة وإنقاذ من تبقّى من المدنيين، أو أن تقبل بتآكل شرعيتها أمام الشعوب، وتترك الساحة لجبروت الاحتلال ودمويته دون رادع”.
وشدد على أن “هذا الوضع لم يعد يحتمل بيانات، بل يحتاج أفعالاً ملموسة لوقف المجزرة، وإنصاف الشعب الفلسطيني، ورد الاعتبار للعدالة”.
وفي وقت سابق، الأربعاء، قال متحدث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونغا، للأناضول، إن الوضع الإنساني بقطاع غزة يزداد سوءًا “ليس مع مرور الشهور، بل ساعة بساعة” جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
ووصف ديلا لونغا الحياة اليومية للفلسطينيين بقطاع غزة بأنها “كابوس مستمر” نتيجةً للتجويع الذي تفرضه تل أبيب، مؤكدا أن الملايين لا يجدون الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والمساعدات الصحية.
ويعاني قطاع غزة من أزمة كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/آذار، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع عدد وفيات الجوع إلى 57 شخصاً، معظمهم أطفال، وفق تقارير حكومية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 20 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة “منطقة مجاعة”، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 19 شهرا.
ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من ذات الشهر.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.