الشرع: نُجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع بين الجانبين ولن نسمح بالفتن الطائفية ولا بانتهاك سيادة سوريا

ليث الجنيدي / الأناضول كشف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الأربعاء، عن “مفاوضات غير مباشرة” تجريها إدارته مع إسرائيل عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع بين الجانبين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار زيارة رسمية إلى باريس، هي الأولى له لدولة أوروبية منذ توليه مهام منصبه.
وقال الشرع: “نجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، بحيث لا تصل الأمور لحد تُفقد فيه السيطرة من كلا الطرفين”.
وأضاف: “إسرائيل قصفت سوريا أكثر من 20 مرة الأسبوع الماضي، وعليها التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري”.
وأشار إلى أنه تم الحديث مع كل الجهات أن “سوريا ملتزمة باتفاق عام 1974 (اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل)”.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد أواخر 2024، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وقال الشرع: “شعب سوريا رفض الخضوع لحكم الاستبداد”، مضيفا: “مارسنا أفعالنا القتالية بكل شرف وأمانة حتى تحررت سوريا”.
وبين أن “فرنسا كانت صديقة للشعب السوري ووقفت بجانبه طيلة سنوات الثورة”.
وأشار إلى أنه ناقش مع ماكرون اليوم سبل التقدم في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومساهمة فرنسا في إعادة الإعمار واستقرار سوريا “الذي يمثل استقرار المنطقة بأكملها”.
وذكر أنه ناقش كذلك مع الرئيس الفرنسي آفاق التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد وتحقيق العدالة ومكافحة الإرهاب.
وأعرب الشرع عن شكره للرئيس ماكرون وللشعب الفرنسي على “استقبال اللاجئين السوريين في السنوات الماضية وعلى استقبالي اليوم”.
وفيما يتعلق بأحداث منطقة الساحل في مارس/ آذار إثر هجمات لخارجين عن القانون، قال الشرع: “تحركنا سريعا لمواجهة هذه الأحداث المأساوية التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد، وشكلنا لجنة للتحقيق في تلك الأحداث، وقد رحب بها مجلس حقوق الإنسان”.
وأكد أن إدارته “لن تسمح بالفتن الطائفية ولا بانتهاك سيادة سوريا من أطراف خارجية”، وأردف مشددا: “مستقبل سوريا لن يصاغ في غرف مغلقة ولن يقرر في عواصم بعيدة”.
وفيما يتعلق بالعقوبات الدولية المفروضة على بلاده، أوضح الشرع أنها “فُرضت على سوريا بسبب جرائم النظام السابق ولا مبرر لاستمرارها بعد زواله”.
وذكر الشرع أنه تطرق مع ماكرون إلى “الوضع الحدودي مع لبنان”.
ومنتصف مارس، شهدت حدود سوريا ولبنان توترا أمنيا على خلفية اتهام وزارة الدفاع السورية “حزب الله” باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وهو ما نفاه مسؤولو الحزب.
وكان وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، واللبناني ميشال منسى، اتفقا في 28 مارس على “الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، والتنسيق فيما بينهما للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية”.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
وبسؤاله عن مستقبل المقاتلين الأجانب في بلاده، بين الشرع أن “الدستور السوري سيحدد حق من سيحصل على الجنسية من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم”، لافتا إلى أن بعضهم تزوج من مواطنات سوريات، فضلا عن مساهمتهم في تحرير البلاد من نظام الأسد.
وردا على سؤال آخر، اعتبر أن سوريا “أكثر من تعرض للإرهاب من قبل النظام البائد وهي تتضامن مع ضحايا الإرهاب في كل مكان، ولا علاقة لنا بأي عمل إجرامي خارج سوريا”.
وفي وقت سابق، الأربعاء، وصل الشرع إلى مطار شارل ديغول بباريس، وكان ماكرون في استقباله لدى وصوله إلى قصر الإليزيه.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة الشرع، رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.