كنز طاقي بقيمة 100 مليار دولار يختبئ في أعماق 5 صحارى أميركية!

لندن-راي اليوم
في وقت تتصاعد فيه الحاجة العالمية للطاقة بفعل التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تشير تقارير بحثية حديثة إلى أن الولايات المتحدة قد تمتلك حلاً ذهبياً في قلب صحاريها الجنوبية. إذ تكشف مجلة “EcoPortal”، في تقرير اطلعت عليه “العربية Business”، أن هناك “كنزاً طاقياً” بقيمة 100 مليار دولار يمكن أن يسهم في تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي، من دون الحاجة إلى الاعتماد على مصادر طاقة تقليدية أو نووية.
تمتد هذه الصحارى عبر ولايات كاليفورنيا، نيفادا، أريزونا، نيو مكسيكو، وتكساس، وتتمتع بوفرة هائلة في أشعة الشمس وأراضٍ مفتوحة، ما يجعلها بيئة مثالية لإنشاء مشاريع طاقة شمسية ضخمة. ويقدّر الخبراء أن هذه المناطق يمكنها إنتاج أكثر من 1200 غيغاواط من الطاقة الشمسية نظرياً، وهي كمية كافية لتزويد الولايات المتحدة بالكامل بالطاقة عدة مرات.
الذكاء الاصطناعي، الذي يُعتبر أحد أبرز محركات التغيير التكنولوجي اليوم، ليس مجرد نظام بحث متقدم، بل يشمل برامج قادرة على التعلم والاستنتاج واتخاذ القرارات. إلا أن هذا التقدم لا يأتي مجاناً؛ إذ يحتاج إلى بنى تحتية ضخمة تستهلك كميات هائلة من الكهرباء، وهو ما يفرض تحدياً كبيراً على الشبكة الكهربائية الأميركية، ويدفع نحو بناء المزيد من مراكز البيانات الحديثة.
وتعزيزاً لهذا التوجه، أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبادرة طموحة بقيمة 100 مليار دولار لبناء مراكز بيانات تدعم تطور الذكاء الاصطناعي، وفقاً لموقع “نيوترون بايتس”. وضمن هذا السياق، تحالفت شركات OpenAI وOracle وSoftBank لإنشاء شركة “Stargate”، التي تخطط لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار خلال أربع سنوات، بهدف تحويل هذا الكنز الشمسي إلى واقع عملي.
ورغم توفر التكنولوجيا والتمويل، لا تزال هناك ثلاثة تحديات رئيسية تعيق التحول السريع: عدم وجود منهج تعليمي ثابت لتدريب الذكاء الاصطناعي بسبب التغيرات السريعة، وخشية مزودي الخدمات من الانفصال عن الشبكة الكهربائية، فضلاً عن تردد عام في تبني حلول جديدة قد تؤثر على موثوقية أنظمة الطاقة.
لكن وفقاً للتقرير، فإن هذه العوائق لم تعد مستعصية. فالحلول التقنية متوفرة، والدعم الحكومي قائم، والتمويل مؤمّن. ويبقى الرهان على الإرادة في التحول إلى نماذج مستدامة. وبحسب وصف “EcoPortal”، فإن ما تمتلكه أميركا من إمكانيات طاقة شمسية “قد يكون أعظم كنز منذ إعلان الاستقلال”، في إشارة إلى الفرصة التاريخية التي قد تغيّر وجه صناعة الطاقة والتكنولوجيا معاً.