أطول مكالمة هاتفية في التاريخ.. 56 ساعة من الحديث المتواصل!

لندن-راي اليوم
في زمنٍ أصبحت فيه الرسائل النصية والتطبيقات الذكية الخيار الأول للتواصل، قد يبدو غريبًا أن يُفضّل أحدهم إجراء مكالمة هاتفية طويلة، ناهيك عن قضاء عشرات الساعات في محادثة واحدة. لكن هذا ما حدث بالفعل حين تمكن فريقان من لاتفيا من تحطيم رقم قياسي عالمي، بإجراء أطول مكالمة هاتفية مسجّلة استمرت أكثر من 56 ساعة دون انقطاع.
وفقًا لموقع PhoneArena، الذي نقل تفاصيل هذه المحادثة التي جرت عام 2012، فإن المكالمة استمرت تحديدًا لمدة 56 ساعة و4 دقائق، وشارك فيها أربعة أشخاص، قسموا إلى فريقين: كريستابس ستالز وباتريك زفايجن من جهة، وليونيدس رومانوفز وتاتيانا فيودوروفا من الجهة الأخرى. وقد نُظّمت هذه الفعالية من قِبل شركة الاتصالات “Tele2” بالتعاون مع “SponsorKing”.
ورغم أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية اعترفت رسميًا بهذا الإنجاز حينها، إلا أن الرابط الرسمي المتعلق به لم يعد متاحًا على موقع الموسوعة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان لا يزال يُعترف به حتى اليوم.
محاولات سابقة وأبعاد إنسانية وفنية
لم تكن هذه المحاولة هي الأولى من نوعها، فقد سبقتها في عام 2009 محادثة طويلة بين الهندي سونيل برابهاكار والدكتور ك. ك. أغاروال في نيودلهي، استمرت 51 ساعة دون انقطاع، لتُسجل آنذاك كأطول مكالمة هاتفية.
أما المركز الثالث فقد جاء من مبادرة فنية أقيمت في جامعة هارفارد عام 2012، حيث دخل كل من إريك بروستر وأفيري ليونارد في محادثة استمرت 46 ساعة و12 دقيقة و52 ثانية كجزء من عرض فني تفاعلي. وكان عليهما التحدث باستمرار دون صمت يتجاوز 10 ثوانٍ، في تجربة تهدف إلى اختبار حدود التواصل البشري.
مكالمات من أعلى قمة في العالم
وفي لقطات أخرى مثيرة من عالم المكالمات الهاتفية، أجرى روب بابر في مايو 2007 مكالمة هاتفية من قمة جبل إيفرست باستخدام هاتف “موتورولا Z8″، ليدخل بذلك التاريخ من أعلى نقطة على سطح الأرض.
وفي عام 2015، دخلت شركة “Verizon” الأميركية تاريخ التكنولوجيا بابتكار أول هاتف يعمل داخل لعبة “ماينكرافت”، وكان قادرًا على إجراء مكالمات فيديو وتصفح الإنترنت من داخل بيئة اللعبة، في دمج فريد بين الواقع والواقع الافتراضي.
تواصل يتجاوز الزمن والتقنيات
من الواضح أن بعض المكالمات الهاتفية لا تقتصر على الكلمات فقط، بل تحمل في طيّاتها رسائل فنية، إنسانية، وتقنية. سواء كان ذلك في تحدي القدرة البشرية على الاستمرار في الحديث، أو في فتح آفاق جديدة في عوالم التكنولوجيا، فإن هذه المكالمات تظل شاهدًا على تطور أدوات التواصل ومدى تعلق الإنسان بفكرة التعبير الصوتي، رغم كل ما توفره التكنولوجيا الحديثة.