قبالة “نور شمس”.. الفلسطينية ميسر تراقب بحسرة هدم إسرائيل مخيمها

طولكرم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
يوميا تجلس الفلسطينية ميسر شحادة (61 عاما) في حرش مقابل مخيم نور شمس للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ترنو إليه بحسرة، بعد أن فقدت منزلها جراء تدميره من جانب جرافات عسكرية إسرائيلية ضمن عدوان متواصل.
بينما يخيم عليها الحزن، قالت ميسر لمراسل الأناضول: “أجلس هنا يوميا أنظر للمخيم، أرى كيف يتم هدم المنازل. يا حسرة علينا”.
وعند السؤال عن بيتها أجابت “الآن أبكي”، وأشاحت وجهها ثم أكملت: “لم أخلِ من البيت شيئا، في البداية وجدته محروقا ثم هدم”.
وأضافت: “عندما سُمح لنا بالدخول للمخيم، دخلت أتفقد المنزل، وجدته أسود حُرق بالكامل، وأنا اليوم بلا حيلة ولا مساعدة”.
و”المخيم (بالنسبة) لي (هو) كل شيء.. 61 عاما عشتها في المخيم، والآن أواجه مصيرا مجهولا”، أردفت ميسر.
وفي 26 فبراير/ شباط الماضي، التقى مراسل الأناضول مسير في بيتها في المخيم بينما كانت تتفقد الحريق.
وحينها، قالت: “شاهدت اندلاع النيران في الموقع من بعيد، ولم أعرف أن النيران في منزلي، عدت للمخيم لأتفقد منزلي وأخرج بعض المقتنيات، (لكن كان) كل شيء محترق”.
ولليوم الثالث على التوالي، يواصل فلسطينيون من مخيم “نور شمس” إخلاء مقتنياتهم من داخل منازل ينوي جيش الاحتلال الإسرائيلي هدمها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في 1 مايو/ أيار الجاري، عزمه هدم 106 مبانٍ فلسطينية في مخيمي طولكرم ونور شمس، وأرفق إعلانه بخرائط تُظهر بعلامات حمراء المنازل المستهدفة، وسلم نسخة منه للسلطات الفلسطينية المختصة.
ووصف رئيس اللجنة الشعبية لمخيم “نور شمس” نهاد الشاويش، في وقت سابق، أوامر الهدم الإسرائيلية الجديدة بـ”العدوان” المتواصل.
وقال الشاويش للأناضول إن “ما يجري هو اتساع للعملية العسكرية، عبر هدم بيوت وتدمير كل شيء، فالاحتلال يمعن في تدمير البنية التحتية”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يهدف من هذه السياسة إلى منع عودة النازحين إلى المخيم، و”الاحتلال يريد أن يطمس معالم المخيم كونه الشاهد الرئيسي على النكبة”.
وأكد أن “ما يحصل جريمة إنسانية وضد القانون الدولي، هذه بيوت تعب الناس في تعميرها، وهي شاهد على نكبة العام 1948”.
وختم بأنه “في ذكرى النكبة 77، يعيش الشعب الفلسطيني، وخاصة في مخيمات شمال الضفة، نكبة جديدة، ولكن ذلك لن يثني اللاجئ عن تمسكه بحق العودة”.
و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على يوم 15 مايو/ أيار 1948، الذي أُعلن فيه إقامة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة، إثر قيام العصابات الصهيونية بتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني بارتكاب مجازر.
وفي 15 مايو من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها في الشتات بأرجاء العالم.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، في 21 يناير/ كانون الثاني 2025، عدوانا عسكريا شمال الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وتحذر السلطة الوطنية الفلسطينية من أن هذا العدوان يأتي ضمن تحركات إسرائيل لضم الضفة الغربية المحتلة إليها، ما يعاني حال حدوثه عدم إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد أكثر من 961 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال حوالي 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.