ما المفاجأة الكبيرة التي وعد بها ترامب العرب في زيارته القادمة؟ التشاؤم غالب فـ”الحدّاية ما بتحدفش كتاكيت”.. أمريكا تكرر حماقاتها وتنوي تعيين حاكم أمريكي لغزة.. لماذا لا يتم التعجيل بقمة بغداد لتكون قبل الزيارة لا بعدها؟ التبعية ليست قدرا

ما المفاجأة الكبيرة التي وعد بها ترامب العرب في زيارته القادمة؟ التشاؤم غالب فـ”الحدّاية ما بتحدفش كتاكيت”.. أمريكا تكرر حماقاتها وتنوي تعيين حاكم أمريكي لغزة.. لماذا لا يتم التعجيل بقمة بغداد لتكون قبل الزيارة لا بعدها؟ التبعية ليست قدرا

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
ما المفاجأة الكبيرة التي وعد بها ترامب العرب؟ من سيسعد بها ومن سيكون بها شقيا؟ وكيف كانت الردود عليها؟
أسئلة فرضت نفسها منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي عن مفاجأة كبرى في زيارته القادمة للسعودية وقطر والإمارات.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يرى أن زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ستأتي الي دول الخليج العربية الثلاث : السعودية ودولة الامارات العربية وقطر سابقة علي انعقاد قمة بغداد العربية بثلاثة أو أربعة أيام، وسوف يكون لديه الكثير ليقوله لهم وكذلك بشأن ما جاء ليسمعه منهم في ردهم عليه.
ويضيف أن ما سوف يعرضه عليهم من أفكار وتصورات تتعلق بهذه المرحلة الدقيقة والحرجة من تاريخ الشرق الأوسط وهو ما يجعل منها في زيارة مهمة للغاية في توقيتها وفيما سوف يخرج به منها، لافتا إلى أنها ليست زيارة بروتوكولية عادية لمجرد المجاملة وإنما قد تكون أهم من ذلك بكثير، يؤكد ذلك ما أعلنه الرئيس ترامب نفسه من مكتبه في البيت الابيض من أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد تطورا مهما جدا في الشرق الاوسط ولم يشأ أن يكشف عنه أو يلمح اليه، وهو بالتأكيد يعرف ما يتكلم عنه، وهو ما لابد وأن يكون له علاقة وثيقة بهذه الزيارة المثيرة في توقيتها وفي اختياره لهذه الدول الثلاث تحديدا دون غيرها من دول المنطقة العربية، وهي الدول التي جعلت امريكا منها ابرز مراكز الحراك الدبلوماسي في الشرق الاوسط وتجمعها بها علاقات وثيقة من الشراكات الاستراتيجية القوية والمتميزة علي كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية، ولأنها الأقدر علي تسويق هذه الخطط والمشاريع الامريكية، وفي الصدارة منها مشروع الشرق الاوسط الجديد، ومشروع السلام الابراهيمي الذي يشكل أحد محاور الاهتمام الرئيسية للرئيس ترامب.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فإن التكهنات كثيرة بطبيعة الحال، وقد يكون هناك الكثير مما قد يقع خارج دائرة توقعاتنا الراهنة أخذا لطبيعة الرئيس ترامب في الاعتبار، وهو من لا يتوقف لحظة عن القاء افكاره في كل اتجاه للاختبار وجس النبض قبل ان يتحول عنها الي غيرها، لأن هذه هي طبيعته المعروفة عنه كرئيس من طراز خاص.
ويختتم مؤكدا أن ما سوف يعرضه الرئيس ترامب في الرياض وابو ظبي والدوحة بعد ايام قليلة ، سوف تكون له تأثيراته المباشرة واصداؤه القوية والمسموعة علي كل ما سوف يجري في اروقة قمة بغداد من مداولات ومشاورات وتقييمات ،وعلي ما سوف تخرج به هذه القمة في نهاية أعمالها من توصيات، ووقتها سوف يكون هناك الكثير مما قد يستحق تقييمه والتعقيب عليه وإبداء الرأي فيه.

قمة بغداد

البعض تمنى أن تكون القمة قبل وليس بعد الزيارة كيلا يوجه ويملي ارادته علي القمة العربية ، في حين لم يعول الكثيرون على القمة مطلقا لسابق الخيبات فيها واليأس منها.
من جهته يذكّر د. رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق بالمثل الشعبي الشهير “الحداية ما بتحدفش كتاكيت” و”مفيش حاجة بتيجي من الغرب تسر القلب”.
ويضيف متسائلا: ماذا تنتظرون من ترامب بكل تصرفاته وعنجهيته وغروره وتكبره واستعلائه؟
وبحسب عبد السلام فإن الغرب يرى في العرب الانبطاح والتسليم والخضوع والرضوخ، لذا فإن خوفهم كله من إيران.
وتوقع عبد السلام أن من الوارد أن تكون مفاجأة ترامب الإعلان عن مشروع السعودية النووي وتخصيب اليورانيوم بالتعاون مع أمريكا وليس الصين، أو الإعلان عن تطوير غزة لتصبح ريفيرا الشرق الأوسط بتمويل خليجي.
ويختتم مؤكدا أن نهاية الكيان على يد إيران.
في سياق أمريكا وتعليقا على أنباء تعيين حاكم أمريكي لغزة، قال السفير فوزي العشماوي “فلنر من يكون بول بريمر غزة !”
وبول بريمر لمن لايعرفه هو المسئول الأمريكي الذي عينه الرئيس الامريكي الأسبق جورج دبليو بوش حاكما تنفيديا علي العراق خلال الفترة مايو 2003- يونيو 2004، اصدر خلالها قرارات كثيرة خاطئة دمرت العراق وأثرت عليه وعلي موارده وتماسكه وأمنه ولعل اهمها حل الجيش العراقي ماأسقط العراق كثمرة سهلة في فلك النفوذ الايراني، وقد اعترف بريمر نفسه بأخطائه الكارثية في جلسة استماع بالكونغرس عام 2007.
ويردف السفير العشماوي: الأمريكان لايتعلمون.
الشيء اللافت الذي اتفق عليه الكثيرون أن زيارة ترامب القادمة ستكون بداية لتغيير كبير في الشرق الاوسط، الذي لن يكون بعدها كما كان قبلها.