إعلان ترامب كان متوقعاً ومبادرة رسمية عربية باتت مطلوبة

إعلان ترامب كان متوقعاً ومبادرة رسمية عربية باتت مطلوبة

 

معن بشور
سواء كان الرد اليمني على مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب بوقف الحرب على اليمن، سلباً أو إيجاباً، إلاّ أن إعلان ترامب ذاته يشكّل تعبيراً واقعياً عن قدرة بلد محدود الإمكانيات على الصمود في وجه دولة كبرى أصرّت أن تنصر الكيان الصهيوني العنصري في عدوانه الوحشي على شعب فلسطين، لاسيّما في قطاع غزّة.
ومن يعرف اليمنيين جيداً، يدرك أن هذا الشعب الغني بالإيمان الديني والحس الوطني، وبشجاعته التاريخية، وبصلابة قياداته، وبوعورة جباله، استطاع أن يتحمّل عبر تاريخه غطرسة قوى عظمى ويرسم معادلات جديدة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وكما كنا على ثقة من شجاعة اليمنيين كشعب، ومن الحكمة اليمانية المعروفة تاريخياً، كنا على ثقة أن اليمن سيخرج منتصراً لذاته في ملحمة البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، كما سينتصر لشعب فلسطين في ملحمته التاريخية “طوفان الأقصى”.
ألا يستحق هذا الإنجاز اليمني الجديد مراجعة جريئة من النظام الرسمي العربي وكل المتحاملين على الجيش والشعب والقيادة في اليمن، لفتح صفحة جديدة مع صنعاء، وللإسهام في توحيد اليمن ودعمه وإسناده، لاسيّما أنه يكاد يكون البلد العربي الوحيد، بعد لبنان والعراق، الذي ساند غزّة وعموم فلسطين عسكرياً، وأكّد بشعبه وجيشه وقيادته، كما فعل العديد من أبناء أمّتنا من المحيط إلى الخليج أننا أبناء أمّة واحدة لا يغيّر من موقفهم تخاذل حكامهم أو تواطؤهم..
المجد لأبطال اليمن، والنصر لفلسطين، والخزي والعار للغزاة وأدواتهم.
كاتب لبناني