علي وطفي: عيد النصر بالنسبة لموسكو خارج كل الخطوط الحمراء

علي وطفي: عيد النصر بالنسبة لموسكو خارج كل الخطوط الحمراء

 

 

علي وطفي
قبل يومين من احتفالية الذكرى الثمانين للانتصار على النازية الالمانية (عيد النصر) في 9 أيار 1945م من كل عام بإجراء عرض عسكري في الساحة الحمراء (قلب موسكو ) الساحة التي لا يفصلها عن (الكرملين) مقر الرئيس الروسي و مطبخ القرارات السياسية على كافة الاصعدة جدار فقط ، حاول و يحاول زيلينسكي بشكل مجنون  تحوي الاحتفال إلى يوم حزين دموي بدا منذ يومين بارسال طائرات بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في أسراب باتجاه موسكو طوال اليوم، ثم هدد ايضا زيلينسكي بشكل مباشر بشن هجوم بالصواريخ و الطائرات بدون طيار في يوم الاحتفالية رغم وجود ضيوف من رؤساء و مسؤولين كبار لاكثر من عشرين دولة خلال الاحتفال و حتى بتنفيذ بعض الانفجارات الارهابية غير المتوقعة ضد المدنيين في موسكو وعدة مدن روسية.
ومن باب حماية العاصمة قامت السلطات الروسية بسحب وسائط الدفاع الجوي المتنوعة إلى موسكو لاغلاقها من الجو كما مرة منذ اندلاع الحرب الاوكرانية ، إنما هذه المرة بشكل محكم كما ستقف خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول ، و قررت إغلاق المقاهي في وسط المدينة طوال ساعات العرض تحسبا ً و ضرورية لصد اي هجوم ممكن.
و اكد الكرملين ان الرد سيكون حتماً إن قام زيلينسكي بهذا التصرف الجنوني و تنفيذ تهديده و اما الرد على ذلك إن حصل سيبدأ بصواربخ شجرة البندق (أربشكين) على كييف و غير معروف كيف ينتهي اذا بلاشك رد موسكو سيكون قاسياً جداً مزلزلا حسب ما أكد الكرملين.
ربما على ترامب ان يلجم “كييف” و يطالب زيلينسكي بالتعقل و على واشنطن ان تعلم ان هذه الاستفزازات من جانب رجلها “زيلينسكي” تقوض جهوده للسلام في اوكراينا إلى غير رجعة.
أثبت فلاديمير زيلينسكي بتصرفه هذا  للعالم أجمع، قولاً و فعلاً، أن أوكرانيا دولة إرهابية. مع تهديده الهستيري زعماء العالم الذين سوف يحضروا في موسكو الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر حسب تعبير السلطات الروسية بعد رفضه رسميا الهدنة التي اقترحتها روسيا لمدة ثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى الذي شارك بها ابوه. جده ( المفارقة). حتى انه هدد بأعمال إرهابية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن و زعماء اكثر من 17 دولة في العالم أعربت عن رغبتها في حضور عرض النصر في موسكو يوم 9 مايو، منها الصين و البرازيل و كازاخستان و كوبا و صربيا و فينزويلا و أوزبكستان و أذربيجان و عدد من الدول الافريقية مهددا الضيوف إن “أوكرانيا لا تستطيع ضمان أمنهم”.بعد غارات جوية و بحرية ضخمة بطائرات بدون طيار قبل موعد الاحتفال بيومين على المدن الروسية ، بالإضافة إلى صواريخ كروز ” ستورم شادو” طويلة المدى التي تطلق من الجو البريطانية الفرنسية (لم يتم استخدامها منذ 15 كانون الثاني من هذا العام) و ثلاثة صواريخ نبتون مضادة للسفن ، تم صد الهجوم. من الدفاعات الجوية الروسية لهذا الهجوم و بحسب معلومات وزارة الدفاع الروسية ، تم إسقاط ما مجموعه 170 طائرة مسيرة معادية فوق مناطق البلاد ليل السادس من أيار ، بما في ذلك 95 فوق شبه جزيرة القرم كما تعرضت مدينة نوفورسيسك، التي يتواجد في خليجها حاليا القوات الرئيسية لأسطول البحر الأسود، تعرضت لهجوم من الجو والبحر و كذلك  تعرض جسر القرم أيضًا للهجوم و أصيب عدد من المدنيين، و لحقت أضرار بالمباني السكنية ، بما في ذلك في مدينة” أنابا “. في منطقة نوفورسيسك و شبه جزيرة القرم، انتهى الهجوم بتدمير 14 قاربًا حربيًا و بحسب المعلومات النهائية تم خلال موجتين من الهجمات أمس و اليوم تدمير ما يقرب من 300 طائرة كبيرة بدون طيار، و 23 طائرة بدون طيار عادية، مع قوارب / ويلارد/ الامريكية التي تضررت عدة قوارب منها و لا يزال مصيرها غير معلوم.  و لم تتغير البيانات المتعلقة بالصواريخ المدمرة ، و لأول مرة، استخدم الجيش الاوكراني في وقت واحد: قوارب ضاربة محملة بشحنات متفجرة، و مركبات ضاربة تحمل طائرات بدون طيار FPV، و قوارب دفاع جوي.
 أثناء صد هجوم ضخم لطائرات بدون طيار بحرية على مدينة نوفورسيسك البحرية ، أسقطت إحداها طائرة مقاتلة روسية بحرية من طراز Su-30SM حيث قفز الطيارين من الطائرة و تم إنقاذهما بواسطة سفينة شحن مدنية تدخلت بلا خوف في الموقف – لم يكن لدى الأوكرانيين ( وعلى الأرجح لم يكن لهم الغربيون، و ربما البريطانيون) الشجاعة لإغراق السفينة المدينة و صرح أحد الطيارين الذين تم إنقاذهم إن هناك خمس طائرات أوكرانية بدون طيار في المياه بالقرب منه.
بحسب المتحدث باسم هيئة الاركان الروسية “العدو لم يتمكن من تحقيق المزيد اصابة اهداف و يعود ذلك في كثير من النواحي إلى الوسائل الجديدة و التي تم استخدامها لأول مرة خلال معارك الليلة الماضية و اليوم أظهروا نتيجة جديرة بالاهتمام. و أود أن أشير أيضًا إلى أن الهجوم الضخم على جسر القرم فشل، على الرغم من استخدام عدد كبير من الطائرات و القوارب المفخخة، بما في ذلك تلك التي يصعب اعتراضها للغاية (ثمانية موجات هجومية”). و هذا يعني القوات الروسية قامت بعمل جبار ممتاز. و لهذا السبب هجمات الأمس و اليوم برمتها فشلت بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية. “
اما التحذير الموجه إلى رئيس اوكراينا عبر قناة تيليغرام التابعة لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي “دميتري ميدفيديف” حقيقيًة هذه المرة: ” أنه في حالة حدوث استفزاز حقيقي في يوم النصر، لا أحد يضمن حلول العاشر من أيار في كييف”.
كما اعترف الرئيس الروسي في مقابلة صحفية يوم الاحد الفائت انه رغم هدوئه الخارجي، إنما لديه رغبة بالقيام بلكمة رجل ما ،من هذا الرجل …؟ اعتقد واضح من يقصد ،  متابعا انه ليس رجلاً حديديًا و في بعض الأحيان قد يشتعل غضبه، خاصة عندما يرفع شخص يده ضد أشياء مقدسة عند الروس و لكي يتوقف (المهرج ) نسبة إلى مهمته السابقة في روسيا و هو الرئيس الاوكرايني عن جنونه ، أوصلت السلطات الروسية المعنية بالطرق الدبلوماسية رسائل إلى زعماء أوروبا عبر القنوات توكد أن موسكو بدورها لن تكون قادرة على ضمان سلامتهم في حال قدموا زيارات رسمية إلى كييف.
لذلك بدا وقف إطلاق النار في الساعة 00:00 يوم 8 أيار وهو رسمياً من جانب واحد هو الجانب الروسي ،و من الغريب أن القوات المسلحة الأوكرانية توقفت رغم أن زيلينسكي يرفض رسميا الاتفاق في يوم النصر. و يزعم أن القوات المسلحة الأوكرانية تلقت أمرا غير رسمي بمراعاة وقف إطلاق النار. في الواقع.
اليوم لا يوجد قصف من أي جهة ، توقفت ضربات الطائرات بدون طيار ، مع العلم بأن هدنة عيد الفصح التي أعلنها بوتين كانت في الواقع تم خفض حدة العمليات العسكرية بنسبة 90%. و هو مايحدث الآن.
انها تبدو حرب اعصاب اعتقد و دعونا ننتظر من سيكون مسؤول عن كلماته، و من يتسلى فقط ، بهذا التصرف  أصبحت أوكرانيا اليوم بشكل قاطع دولة منفلته بلا عقل يديرها و لا يمكن تركها على هذا الحال من قبل الكرملين في الايام القادمة في كل الاحوال نفذ نظام كييف تهديده هذا ام لا ولا مجال المرح مع بوتين في هذه الامور.
يبقى المعيار هو كيف سيأتي يوم 10 أيار في روزنامة السنة ، بالنسبة  لزيلينسكي و كيبف  .
كاتب سوري