الشيخ عبدالمنان السنبلي: حقائق يجهلها البعض.. ويتجاهلها بعض آخر حول الإتفاق الأمريكي اليمني الأخير

الشيخ عبدالمنان السنبلي
١ـ وقف العمليات العدائية الأمريكية على اليمن لم يأتِ كمكرمة من «ترامب» كما يحاول البعض تسويقه، وإنما جاء عبر اتفاق برعاية ووساطة عمانية..
والإتفاقات، وكما هو معلوم، لا يتم التوصل إليها إلا عبر مفاوضات تتم بين طرفين أو أكثر سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..
٢ـ طرفا هذا الإتفاق هما:
الحكومة الأمريكية..
والجهات المعنية في صنعاء، أو بحسب ما جاء في صيغة هذا الإتفاق، وهنا ضعوا تحت عبارة «الجهات المعنية في صنعاء» ألف خط..
٣ـ القول بأن الجهات المعنية في صنعاء هي من بادرت وطلبت الجلوس على مائدة التفاوض والتوصل إلى اتفاق كلام غير صحيح..
لماذا..؟
لسبب بسيط جداً هو أن «الجهات المعنية في صنعاء» مدرج اسمها ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية منذ يناير الماضي، والقانون الأمريكي، وكما تعلمـون، لا يجيز للحكومة التعامل أو الدخول في أي عملية تفاوض مع ما يعترها «منظمات إرهابية»، ما لم يكن بناء على دعوة أو طلب من الحكومة نفسها..
ماذا يعني هذا..؟
يعني أنه لو كانت «الجهات المعنية في صنعاء» هي من طلبت التفاوض مع الأمريكان، لما كان الأمريكان ليقبلوا التفاوض مع من يرونهم «منظمة إرهابية» لموانع قانونية، كما ذكرنا، وكذلك لإعتبارات ميدانية وجيوسياسية أخرى..
ولو كانوا كذلك أيضاً لما كان الأمريكان يتغاضون أو يتجاهلون أمر تضمين الإتفاق لبند يقضي بوقف العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني..
٤ـ الأمريكان، في الحقيقة، هم من استجدوا هذه المفاوضات وأصروا على إبرام هذا الإتفاق بدليل أنهم عمدوا إلى التحايل على القانون الأمريكي، وذلك بعدم إبداء أي تحفظ تجاه إعادة تعريف «أنصارالله» وتوصيفهم بتوصيفٍ آخر لا يتعارض مع هذا القانون..
٥ـ وأخيراً، مجرد أن الأمريكان قد تفاوضوا مع «أنصارالله» المصنفين لديهم في قائمة الإرهاب، فهذا يعد اعترافاً ضمنياً بهم كقوة وازنة وسلطة حاكمة في اليمن..
.
كاتب يمني