وفد برلماني فرنسي يشارك بالجزائر في احتفالات ذكرى مجازر 8 مايو 1945

:عباس ميموني/ الأناضول: شارك وفد برلماني فرنسي، الخميس، بالجزائر في الاحتفالات الرسمية المخلدة لمجازر 8 مايو/ أيار 1945
ووصل الوفد البرلماني الفرنسي، مساء الأربعاء، إلى الجزائر بهدف المشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الـ80 لمجازر 8 مايو 1945، بحسب بيان للمجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان).
وتعد الزيارة الأولى من نوعها لوفد فرنسي للجزائر منذ نحو شهر، عندما زار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في 6 أبريل/نيسان الماضي، الجزائر، في محاولة لإزالة التوتر بين البلدين الذي استمر حينها لـ8 أشهر.
غير أن العلاقات الثنائية تدهورت أكثر بين البلدين، عقب اعتقال باريس دبلوماسيا جزائريا، لتمهل، في 14 أبريل الماضي، الجزائر 12 موظفا بالسفارة الفرنسية 48 ساعة لمغادرة البلاد، وردت باريس بالمثل، كما استدعت سفيرها للتشاور.
وأفاد بيان المجلس الشعبي الوطني، بأنه كان في استقبال الوفد الفرنسي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس، محمد خوان، إلى جانب أعضاء من المجموعة البرلمانية للصداقة “الجزائر – فرنسا”، برئاسة النائب محمد بوعبد الله.
ومن المقرر أن تستمر زيارة الوفد الفرنسي حتى الأحد المقبل، حيث سيشارك في عدد من الأنشطة الرسمية المرتبطة بالمناسبة، حسب المصدر نفسه.
ولم يكشف البيان عن تركيبة الوفد البرلماني الذي يزور الجزائر، ولا عن مضمون الزيارة، عدا المشاركة في ذكرى مجازر 8 مايو 1945.
وتأتي الزيارة أيضا مع ارتفاع أصوات برلمانية في فرنسا، تنادي بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في هذا التاريخ بمدن قالمة، وخراطة (ولاية بجاية)، وسطيف (شمال شرق) وراح ضحيتها “45 ألف شهيد” وفق مصادر رسمية جزائرية.
وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية (خاصة) أن الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة الأولى للبرلمان)، قدمت مقترح لائحة، وقع عليها 71 نائبا (من إجمالي 577 نائبا)، طالبت الدولة الفرنسية بالاعتراف الرسمي والإدانة الصريحة للمجازر المرتكبة في 8 مايو 1945 ضد الجزائريين في سطيف وخراطة وقالمة والمناطق المجاورة، باعتبارها جريمة دولة ارتكبت ضد شعب أعزل طالب بالحرية والكرامة والمساواة.
وجاء في نص مقترح اللائحة، المؤرخ في 5 مايو 2025، “أن ما وقع يوم 8 مايو 1945 من قمع دموي، بينما كانت فرنسا تحتفل بانتصارها على النازية (عقب نهاية الحرب العالمية الثانية)، يُعد وجها آخر من وجوه البربرية، هذه المرة بثوب استعماري، مورست ضد الشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات سلمية يطالب بحقوق مشروعة، انسجاما مع المبادئ العالمية التي أرستها منظمة الأمم المتحدة وموجة تحرر الشعوب”.
والخميس، وعلى هامش الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى، قال وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد، إن فرنسا ستعترف حتما بـ”الجرائم الاستعمارية”، التي ارتكبتها في بلاده.
وشدد مراد، أن “هناك وعيا لدى بعض الخيرين في فرنسا بأن ما ارتكبه الاستعمار الفرنسي في الجزائر (1830-1962) من جرائم أثناء الثورة التحريرية (1954-1962) وما قبلها، لم يحدث في أي مكان آخر”.
وتفيد مصادر تاريخية بأن مجازر 8 مايو 1945 استمرت لأكثر من 40 يوما، واستخدمت خلالها القوات الاستعمارية أساليب قمع وحشية، بينها إطلاق النار على المتظاهرين، والإعدامات الجماعية، وحرق المدنيين أحياء في “أفران الجير”، ورمي معتقلين مقيدين في واد سحيق بخراطة، وفق شاهد عيان.