المغرب يدعو لتفعيل مبادرة “إفريقيا الأطلسية” والتكامل بين دولها

الرباط / الأناضول
دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الخميس، الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي إلى تفعيل مبادرة “إفريقيا الأطلسية” وتعزيز التعاون والتكامل فيما بينها.
جاء ذلك في كلمته خلال الاجتماع الوزاري الخامس لدول إفريقيا الأطلسية، المنعقد بمدينة برايا عاصمة الرأس الأخضر، وفق وكالة الأنباء المغربية.
وشدد بوريطة على ضرورة أن تحرص دول إفريقيا الأطلسية على تعزيز حضورها الإقليمي، وتوسيع مجالات التعاون والتوافق، في وقت تتبلور فيه تكتلات جيواستراتيجية في أوروبا وأمريكا وآسيا.
واعتبر أن “إفريقيا الأطلسية تمر اليوم بمنعطف حاسم، إذ تحظى باهتمام متزايد، لكنها تواجه في المقابل تحديات متعددة”.
وأوضح أن المغرب يرى في الفضاء الإفريقي الأطلسي قطبا جيواستراتيجيا محوريا، لا ينبغي أن يبقى على هامش التفاعلات الدولية، بل يجب أن يصبح جسرا ديناميكيا بين القارات، ورافعة للابتكار والصمود.
وأكد بوريطة أهمية تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس ومستدام، مشيرا إلى أن الشراكة الإفريقية الأطلسية لا تقتصر على كونها أداة استراتيجية، بل تُعد أيضا مسارا سياسيا واقتصاديا وإنسانيا يعكس طموح القارة نحو تقرير مصيرها بثقة وتضامن، بعيدا عن تقلبات التاريخ.
كما جدد التأكيد على عزم المغرب الكامل الارتقاء بهذه الديناميكية، وضمان استمراريتها، وتوسيع نطاقها.
وكان المغرب أعلن في 6 فبراير/ شباط عن تشكيل شبكة من ممثلي برلمانات 23 دولة إفريقية مطلة على الأطلسي، بهدف دعم تفعيل مبادرة “تحالف دول إفريقيا الأطلسية” وتحقيق التكامل الاقتصادي، واستقطاب الاستثمارات الدولية.
وتندرج هذه التحركات ضمن استراتيجية المغرب لبناء تحالفات جديدة ترتكز على البعد الاقتصادي، في ظل التعدد القطبي إقليميا ودوليا.
وفي إطار هذه التحركات، تم عقد اجتماعات وزارية متتالية لدول إفريقيا الأطلسية نُظمت في الرباط ونيويورك عام 2022، ثم في الرباط عام 2023، وأخيرا الاجتماع الرابع في نيويورك في سبتمبر/ أيلول 2024.
وتكتسب مبادرة “تحالف دول إفريقيا الأطلسي” أهمية متزايدة من خلال توظيف القدرات المشتركة لدول القارة السمراء الـ23 المطلة على المحيط الأطلسي، والذي يمتد على مسافة تقارب 15 ألف كيلومتر.