وفاة فلسطيني تحرر قبل أشهر من سجون إسرائيل ضمن صفقة تبادل

أيسر العيس/ الأناضول
توفي مساء الخميس الفلسطيني معتصم رداد في أحد المستشفيات المصرية، بعد الإفراج عنه وإبعاده ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة “حماس” وإسرائيل في فبراير/ شباط الماضي.
يأتي ذلك وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بممارسة تصفية طبية ممنهجة بحقه خلال سنوات أسره التي تجاوزت العقدين.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني (خاص)، في بيان مشترك “استشهاد الأسير المحرر والمبعد معتصم رداد (43 عامًا) من طولكرم، شمال الضفة الغربية”
وأشار البيان إلى أن “الأسير المحرر رداد يُعد من أبرز الحالات المرضية في سجون الاحتلال، حيث واجه جرائم طبية مركّبة منذ اعتقاله عام 2006 وحتى الإفراج عنه ضمن المرحلة السابعة من صفقة التبادل في فبراير 2025، والتي تم خلالها إبعاده إلى مصر إلى جانب عشرات الأسرى المرضى”.
وذكر أن رداد “تعرض خلال الأشهر الأخيرة من اعتقاله لعمليات تنكيل ممنهجة، كان الهدف منها قتله، حيث جرى قمعه ونقله من عيادة سجن الرملة إلى سجن عوفر، واحتُجز داخل زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، ما فاقم من تدهور حالته الصحية”.
وأشار البيان إلى أن رداد وجّه رسالة مؤثرة أواخر فترة اعتقاله، قال فيها: “أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم” في تعبير عن حجم معاناته وتوقعه المصير الذي واجهه لاحقًا.
ووفق بيانات سابقة لنادي الأسير، كان رداد يعاني من التهابات مزمنة وحادة في الأمعاء تعرف “بالكولايتس”، وارتفاع في ضغط الدم، وقصور في عمل القلب.
ويتعرض الأسرى في السجون الإسرائيلية لانتهاكات ممنهجة تمسّ حقوقهم الصحية والإنسانية، بما في ذلك الإهمال الطبي المتعمد، والتعذيب النفسي والجسدي، وحرمانهم من العلاج والرعاية اللازمة، لا سيما للحالات المزمنة والخطرة، وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية.
وفي أكثر من مناسبة، تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بإجراءاته ضد الأسرى، وظهر في مقاطع فيديو خلال التنكيل بهم، ويدعو لإعدامهم.
ففي 24 فبراير تفاخر بإجبار أسرى فلسطينيين تحت تهديد السلاح على الجثي على ركبهم وطلاء جدران كتبوا عليها عبارات بينها “القدس العربية”، ونشر مقطع فيديو يوثق ذلك بينما كانت أسلحة الحراس الإسرائيليين موجهة نحوهم.
وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الذين اعتقلهم من غزة مقابل الإفراج أسرى إسرائيليين محتجزين بالقطاع.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 9 آلاف و900 فلسطيني، بينهم قرابة 400 طفل و29 أسيرة، وفق معطيات رسمية فلسطينية، لا تشمل آلاف حالات “الإخفاء القسري” لمعتقلين من قطاع غزة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.