حماس وإسرائيل ترحبان بانتخاب البابا الجديد.. لكن بأمنيات متضادة

حماس وإسرائيل ترحبان بانتخاب البابا الجديد.. لكن بأمنيات متضادة

يوسف على أوغلو/ الأناضول
رحبت كل من إسرائيل وحركة حماس، الخميس، بانتخاب بابا الفاتيكان الجديد الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، في مواقف اتفقت في التهنئة الرسمية، وتباينت في المضامين والتطلعات.
وفي بيان صادر عن مكتبه، هنّأ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بريفوست، الذي اتخذ له اسم “ليو الرابع عشر”، بمناسبة انتخابه بابا للفاتيكان.
وأشاد هرتسوغ، بكونه أول بابا من الولايات المتحدة، ومعبرا عن أمله في “تعميق العلاقة بين إسرائيل والكرسي الرسولي (حكومة الفاتيكان)”.
وقال: “نبعث إليه بأحرّ التهاني من المدينة المقدسة، أورشليم القدس. إننا نتطلع إلى تعزيز الروابط بين الشعبين اليهودي والمسيحي في أرض إسرائيل والعالم، وأن تكون فترة بابويتكم فرصة لبناء الجسور وتعزيز التفاهم بين جميع الأديان والشعوب”.
وأضاف: “نسأل الله أن نرى قريبا العودة الآمنة والفورية لجميع المختطفين المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) في غزة، وبداية عهد جديد من السلام في منطقتنا وفي العالم أجمع”.
وشهدت علاقة إسرائيل مع بابا الفاتيكان الراحل، الذي توفى في 21 أبريل/ نيسان الماضي عن عمر 88 عاما، توترات ملحوظة، على خلفية انتقاداته المتكررة لحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
وفي ظل ذلك، غابت إسرائيل تماما عن جنازة البابا الراحل، التي أقيمت في 25 أبريل، فيما حذفت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعزية بوفاته نُشرت عبر حسابها على منصة “إكس”، دون تقديم تفسير رسمي، فيما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية الخاصة عن مصادر بالخارجية أن النشر تم عن طريق الخطأ.
وفي محاولة لاحتواء انتقادات واسعة في الأوساط المسيحية والدبلوماسية الدولية لهذا الموقف الإسرائيلي، زار هرتسوغ، في 2 مايو/ أيار الجاري، مقر سفارة الفاتيكان في تل أبيب ووقّع على سجل التعازي بوفاة البابا فرنسيس.
** تهنئة من حماس
في المقابل، قدّمت حركة حماس، تهنئة رسمية إلى البابا ليو الرابع عشر، معربة عن تطلّعها إلى “مواصلته نهج البابا الراحل فرانسيس في مناصرة المظلومين ورفض الإبادة في غزة”.
وجاء في بيان الحركة: “نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية”.
وتمنت الحركة للبابا الجديد “التوفيق في أداء رسالته الروحية والإنسانية في ظل ما يشهده العالم من مآس وكوارث، وفي مقدمتها العدوان الصهيوني الوحشي المستمرّ على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
وثمّنت حماس، ما وصفته بـ”المواقف الإنسانية الجريئة للبابا الراحل، وتضامنه المتكرر مع الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال وسياساته القمعية”، داعية إلى استمرار هذا النهج في عهد البابا الجديد.
ويأتي انتخاب البابا ليو الرابع عشر في مرحلة يشهد فيها الشرق الأوسط تصاعدا في الأزمات، لا سيما مواصلة إسرائيل حرب إبادة واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ أكثر من 19 شهرا، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.