الرئيس الاندونيسي يلعب بالنار وتصريحات مُفاجئة عن غزة وسكانها تُثير جدلاً واسعًا.. توفير “مأوى” لمتضرري الحرب ماذا تعني وما هي دلالتها؟ وهل قبلت إندونيسيا بخطة تهجير الفلسطينيين على أراضيها؟ وما هو الثمن؟

غزة – خاص بـ”رأي اليوم” – نادر الصفدي:
أثارت تصريحات “مفاجئة” صدرت عن الرئيس الإندونيسي، برابو سوبيانتو، حول قطاع غزة وسكانه المحاصرين، حالة كبيرة من الجدل، وطرحت الكثير من التساؤلات حول علاقة اندونيسيا “السرية” بمخطط تهجير الفلسطينيين، الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا يزال يتمسك به.
الرئيس سوبيانتو، أعلن اليوم الأربعاء، أن بلاده على استعداد لاستقبال عدد من الفلسطينيين المتضررين من الحرب الدائرة في غزة، وقال برابو خلال بيان أصدره في مستهل جولته الخارجية، التي تشمل منطقة الشرق الأوسط وتركيا، إنّ “المرحلة الأولى قد تشمل استقبال نحو ألف شخص”.
وأضاف أنه وجّه وزارة الخارجية إلى البدء سريعاً في مشاورات مع الجانب الفلسطيني وأطرافا أخرى معنية، بهدف بحث آليات إجلاء المتضررين ونقلهم إلى الأراضي الإندونيسية، مؤكداً أن بلاده مستعدة لاستضافة الجرحى والمصابين بالصدمات النفسية والأيتام.
وأشار إلى أن إقامة هؤلاء في إندونيسيا ستكون مؤقتة، إلى حين تعافيهم الكامل واستقرار الأوضاع في غزة بما يسمح بعودتهم الآمنة.
وتأتي هذه التصريحات بعد نحو شهرين من إعلان وزارة الخارجية الإندونيسية رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسراً، وذلك على خلفية مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل سكان غزة بشكل دائم.
تصريحات الرئيس الإندونيسي، أثارت معها الكثير من التساؤلات والجدل حول توقيتها وأهدافها، ومدى ارتباطها بتصريحات أخرى صدرت عن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بموافقة دول على استقبال الفلسطينيين المُهجرين من قطاع غزة، فيما كان اسم اندونيسيا على قائمة الدول التي وضعتها أمريكا وإسرائيل لتنفيذ مخطط التهجير.
ويرى مراقبون، أن تلك التصريحات تدخل في نطاق “اللعب بالنار” على أخطر مخطط يحاط ضد قطاع غزة وسكانه، وفي حال كانت تصريحات الرئيس الإندونيسي المغزى منها تشجيع تهجير الفلسطينيين ولو كان بشكل مؤقت فإنها خطيرة للغاية وإعلان صريح لتنفيذ مخطط التهجير الذي طرحه ترامب.
فيما رأى آخرون بأن على اندونيسيا الخروج بمؤتمر صحفي رسمي وفي القريب العاجل للكشف عن دوافع وأسباب تلك التصريحات وتوقيتها، وتوضيح للرأي العام حول ان كانت اندونيسيا تدعم مخطط التهجير الذي طرحه ترامب أو ترفضه، والخروط من دائرة الشك التي أحيطت بها بعد تصريحات الرئيس سوبيانتو.
وكان الرئيس الإندونيسي قد أعلن في وقت سابق، قبل توليه منصبه رسميًا، استعداد بلاده لإرسال قوات لحفظ السلام في غزة إذا اقتضت الحاجة.
ولم يوضح ما إذا كان عرضه باستقبال الفلسطينيين يأتي في إطار خطة التهجير التي أعلنها ترامب ورحّب بها قادة الاحتلال الإسرائيلي، والهادفة إلى دفع سكان القطاع للهجرة القسرية إلى دول مستعدة لاستقبالهم.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كرر، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض برفقة ترامب، التأكيد على التزامهما بتنفيذ خطة التهجير.
وكشفت تصريحات لوزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل، عن تنفيذ أكثر من 16 رحلة جوية من مطار “رامون”، ضمن مساعٍ لتهجير سكان القطاع، دون تقديم تفاصيل عن عدد المغادرين أو وجهاتهم.
ورفض الفلسطينيون والدول العربية اقتراح ترامب بتهجير سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم قرابة مليوني نسمة خارج القطاع،
وقدمت مصر خطة لإعمار القطاع اعتمدتها قمة عربية طارئة في القاهرة الشهر الماضي، تنص على إعمار القطاع دون تهجير سكانه.
وأمام هذا التطور يبقى التساؤل.. لماذا هذه التصريحات الآن؟ وما هدفها؟ وهل هو إعلان غير مباشر من إندونيسيا لقبول خطة تهجير سكان غزة؟