بوتين يحتفل بـ”عيد النصر” على واقع هدنة هشة على جبهة أوكرانيا وزيلنسكي يُشكك.. وترامب يطالب بوقف النار لـ30 يومًا

بوتين يحتفل بـ”عيد النصر” على واقع هدنة هشة على جبهة أوكرانيا وزيلنسكي يُشكك.. وترامب يطالب بوقف النار لـ30 يومًا

موسكو- (أ ف ب) – يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا الجمعة أمام القوات الروسية وقادة حوالى عشرين دولة في الساحة الحمراء في موسكو في الذكرى الثمانين للانتصار على المانيا النازية في حدث يحتفى به للسنة الرابعة على التوالي في ظل النزاع في أوكرانيا.
وهذه السنة، أمر الرئيس الروسي جنوده بوقف إطلاق النار في أوكرانيا من الثامن من أيار/مايو إلى العاشر منه بمناسبة هذه الاحتفالات التي ستتوج كما كل سنة، بعرض عسكري كبير أمام أسوار الكرملين.
إلا ان أوكرانيا التي تواجه منذ 2022 غزوا روسيا واسع النطاق، اتهمت الجيش الروسي الخميس بهجمات على طول خط الجبهة مشيرة إلى انتهاك الهدنة مئات المرات.
في المقابل، أكدت القوات الروسية أنها “تحترم بصرامة” الهدنة مؤكدة أنها تكتفي “بالرد” على الانتهاكات الأوكرانية.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس البلدين إلى “وقف إطلاق نار غير مشروط” مدة ثلاثين يوما.
ويتوقع مشاركة نحو عشرين من قادة الدول إلى جانب بوتين، من بينهم الرئيس الصيني شي جيبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فضلا عن بلدان حليفة لروسيا تقليدا مثل كازاخستان وبيلاروس وفيتنام وأرمينيا وكوبا وفنزويلا.
رغم سياسة عزل روسيا التي تنتهجها الدول الغربية، يشارك في الاحتفات أيضا، رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو متحديا طلبات بروكسل، والرئيس الصربي الكسندر فوتيتش فضلا عن رئيس صرب البوسنة ميلوراد دوديك المطلوب من العدالة البوسنية.
– مراسم ضخمة غير مسبوقة –
منذ الثلاثاء تواصلت الضربات الجوية المتبادلة بين موسكو وكييف ما دفع روسيا إلى تأخير مئات الرحلات الجوية أو الغائها بسبب هجمات شنت بواسطة مسيّرات أوكرانية.
وأكد الكرملين أنه يتخذ “كل الإجراءات اللازمة” لضمان أمن الاحتفالات بما يشمل الحد من الوصول إلى خدمة الانترنت لتعطيل هجمات المسيّرات.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي العرض العسكري المقرر في موسك بأنه “عرض الأكاذيب”.
وأكدت السلطات الروسية أن الاحتفالات هذه السنة غير مسبوقة من حيث الضخامة إذ ان التاسع من أيار/مايو هو محطة أساسية في السردية الوطنية في روسيا وفي جمهوريات سوفياتية سابقة أخرى.
منذ عدة أيام زينت شوارع العاصمة الروسية بالاعلام الوطنية فيما علقت غالبية المتاجر والمطاعم ملصقات تدعو إلى “إحياء ذكرى” انتصار العام 1945 و”الافتخار” به.
في السنوات الثلاث الأخيرة، كثيرا ما استشهد بوتين بالانتصار على ألمانيا النازية للدفاع عن هجومه على أوكرانيا مشددا على أن روسيا تريد “اجتثاث النازية” من هذا البلد المجاور الذي يحتل الجيش الروسي 20 % من أراضيه تقريبا.
وخلفت الحرب العالمية الثانية التي حصدت أكثر من 20 مليون قتيل في الاتحاد السوفياتي وتطلبت تضحيات جمة من سكانه، صدمة لا تزال تردداتها ملموسة في المجتمع وغذت حسا وطنيا يستغله الرئيس الروسي.
بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، منعت السلطات الروسية أي انتقاد للجيش مشددة القمع ما أدى إلى اعتقال مئات الأشخاص وسجنهم ودفع الالاف إلى اختيار المنفى.
– خوف من هجمات –
وإلى جانب قادة الدول، يشارك جنود من 13 دولة في العرض العسكري الضخم على الساحة الحمراء بينهم قوات من الصين وفيتنام وبورما ومصر.
والتقى الرئيسان الصيني والروسي الخميس في موسكو واظهرا وحدتهما أمام الغرب “المتسلط”.
وتتهم الصين في مساعدة روسيا على الالتفاف على العقوبات الغربية لا بل توفر لها أسلحة كما قالت كيييف قبل فترة قصيرة، الأمر الذي تنفيه بكين.
والغت سلطات عدة مناطق في روسيا من بينها كراسنودار في جنوب غرب البلاد عروضها العسكرية بمناسبة التاسع من أيار/مايو، هذه السنة خوفا من هجمات أوكرانية.
وتأتي حشود كبيرة إلى موسكو بمناسبة عرض التاسع من أيار/مايو.