البرهان ومحكمة الجنايات (الغربية )

البرهان ومحكمة الجنايات (الغربية )

 

بهاء جميل

وشكاوى السودان لمجلس الأمن ولما يسمى بالمحكمة الجنائية , وخطابات وخطب السفير الهادي ادريس التي تغص بالمعلومات وبالحقائق الدامغة .
شكاوى السودان الذي يشكو اللص الى من دربه ، و حضه ، وحثه ، وشجعه ، ووفر له ادوات النهب والسرقة ..
 السودان الذي يشكو القاتل الى من موله ، وسلحه ، وخطط له، ووفر له الغطاء , وجهز له المسرح باكاذيب التهميش , والتمييز ، وأمره بحز الرقاب ،وإطلاق الرصاص بلا رحمة ولا هوداة ..
 السودان الذي يشكو المغتصب الى من زوده بالكاميرات وأمره بتصوير جرائمه وبنشرها على الملا من اجل كسر أنوف السودانيين , وتمريغ كرامتهم في الوحل حتى تحدث الهزيمة النفسية التي تسهل الهزيمة العسكرية ..
السودان هذا ان كان يفعل ما يفعل مناورة ومن اجل كسب اراء قلة قليلة من شرفاء هذا العالم ولديه طرق ووسائل اخرى للمحاسبة , وللثار. وللقصاص فلا بأس ، وان كان يرجو من ورائها اي نوع من انواع المكاسب السياسية. أو المادية فتلك احلام يقظة على من يحلم بها ان يطردها من خياله .. فالمؤسسات , والمحاكم الدولية يعرف الجميع لصالح من تعمل ولأجل من تصوغ قوانينها وتصدر احكامها ..
والدول التي تهيمن وتسيطر عليها هي ذات الدول التي تشغل  من يقومون بالتنفيذ وبالقتل وبالتدمير نيابة عنها .
ولو كان لتلك المؤسسات ضمير أو أن كانت قادرة على فعل اي شئ الا – ضد الضعفاء – لصالح من يملكون أمرها لاقامت العالم ولم تقعده مما يحدث اليوم في فلسطين وفي غزة ومما حدث ويحدث في السودان ..
واخطر ما في شكوى السودان لما يسمى جورا بمحكمة العدل هو ان السودان بتلك الشكوى التي لن ينال منها الا  كرت ضغط اضافي يضعه في ايدي مشغلي تلك الدويلة للمزيد من استغلالها والانتفاع من تبعيتها ، وعمالتها ، يكون قد اعترف ضمنيا بقانونية ، وشرعية تلك المحكمة التي ستستغل ذلك الاعتراف في المستقبل القريب في النيل من السودان نفسه بما انه إحدى الدول الضعيفة التي ترسم لها المؤامرات ، وتدبر لها المكائد .. وتخطط لها خطط التمزيق، والتقسيم ، وقتل الدين ، والهوية ..
ان ما يحتاجه السودان اليوم ليس شكوى لمن يعرف انهم لن ينصفوا صاحب حق لانهم اهل الجرم الاساسي او الى من يتم شرائهم بالدرهم والدينار اللتان يملك منهما الخصم الكثير ، ان ما يحتاجه السودان هو الحاكم القوى المستند على شرع الله ، وعدله لتوحيد جبهة السودانيين الداخلية واستغلال هذا الإجماع الشعبي غير المسبوق على الجيش السوداني لتوجيههه الوجهة الصحيحة وليس من المفترض ولا من الضروري ان يقبل كل الشعب أو أن يرضى كل الناس فهذا لا يحدث على أرض الواقع ابدا والدول الاسلامية التي سادت العالم والامبراطوريات التي حكمت أطراف الأرض  لم تكن تحكمها ديمقراطية ولا أحزاب صفرية كان الحاكم بأمر الله يبسط هيبة الدولة ويطبق شرع الله وعدله ورحمته وكفى..أو يستخدم قوته المفرطة في الاخضاع لتنفيذ رؤيته ايا كانت .. وامريكا التي تهيمن الان على العالم لا تحقق ذلك الا من خلال الاساطيل والسلاح والقوة الباطشة لا من خلال ما يسمى بالديمقراطية ..
فيا جيش السودان كل المطلوب بعد الحرب هو بسط هيبة الدولة وتطبيق عدل الله ورحمته لتتحطم كل أمواج التامر على صخرة دعم الله ونصرته ..
وان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
انه الوعد الإلهي الحق وعد من بيده مقاليد كل شئ
فلا تنصتوا الى وعود من ليس بايديهم الا بعدنا عن الله وطاعتنا للشيطان ..
والله غالب على أمره ولو كره الكافرون ..
اما ما يحتاجه العالم اليوم هو ان تنسحب كل الدول التي لا تجد منصفا لقضاياها من تلك المؤسسات وتكوين هيئات أو مؤسسات جديدة تبنى على العدل والانصاف والحياد .. مؤسسات قادرة على انقاذ القرارات التي تصورها وعلى معاقبة من يستحق العقاب بالوسائل المناسبة..

كاتب سوداني