مَروان مُحمَّد الخطيب: وارتَجَّتْ خَارِطَةً حَمْرَا…!

مَروان مُحمَّد الخطيب: وارتَجَّتْ خَارِطَةً حَمْرَا…!

مَروان مُحمَّد الخطيب

في اليَومِ الخَامِسِ مِنْ نَوَّارْ،
إِنْشَقَّ الصَّدرُ،
وعَادَتْ للقلبِ الأَنوارْ،
شَمَختْ دُرَّةُ عُمْرِي،
 فاطمتي العُلْيَا من كَبْوَتِها،
وارتجَّتْ خَارِطَةً حَمْرَا،
رَسَمَتْ أضلاعيَ سَابِعَةً،
تَتَهَادَى في الشَّوقِ هِلَالَا،
وسُلافَاً من خَمْرِ الأَشعارْ،
وَتَؤوبُ رُحَاقاً للزَّهْرَا،
عِطْرَاً،
 وَبَخُوراً من كَتِفَيْهَا،
يتهيَّأ مِيْلَادَاً أخضرَ،
بُرقُوقاً،
ومَدىً من يَاقُوْتِ الأَبرارْ،
يَنْشُرُ صُورَتَهُ،
مِنْ دُوْنِ سُبَاتٍ،
وَعَقِيْقَاً نَشْوَانَاً،
مِنْ دُوْنِ سُعَالٍ وَسِتَارْ،
وكَغَزَّةَ،
جَالَ وُرُوداً ثَمْلَى،
 بِحَنِينٍ مِنْبَاتٍ بَيْنَ الأَزهارْ…!،
في اليومِ الخامسِ من نَوَّارْ،
يرتجُّ القلبُ خَمُوراً وعَطِيْرَاً،
لكأَنَّ مَدَاهُ استُولِدَ،
مِنْ حُوْريَّةِ حُلْمٍ مِسْبَاحٍ ،
مَا بَيْنَ جَلَالِ الرُّؤيا والجُلْنارْ،
بلْ وكأنِّي،
 قَدْ عُدتُ إليها آياتٍ جَذْلَى بالحُبِّ،
وَبِالرَّحْبِ الخَالِدِ إيْقَاعاً وَدُمُوعَاً،
 يَتَسَامَى قَمَرَاً فِيْ وَجْهٍ سَمِحٍ،
 وَكِتَاباً في لَيْلِ الأَسرارْ،
وَيَعُودُ إلى الأُفْقِ رَبَابَا،
وإلى الأرضِ سَحَابَا،
وإلى الآكَامِ العَطْشَى،
أُضْمومَةَ شَوْقٍ مِنْ أمطارْ…!،
في اليَومِ الخَامِسِ مِنْ نَوَّارْ،
أَمْسَكْتُ العَطَشَ الهَاربَ في الأَغْوَارْ،
وحضنتُ هَوَاءً في صَدْرِيْ،
وَلَثَمْتُ الآتيَ مِنْ فِرْدَوْسِ اللهِ،
سكبتُ خُشُوعِيَ في مِحْرَابِ الأقصى،
في جَنَّاتِ السَّلْجُوقِ وعكَّا،
في الأَخضرِ والأَحمرِ والأَبْهَى،
في ذَيَّاكَ النَّاعِسِ بينَ الجَرْمَقِ والكَرْمِلِ،
والشَّامِخِ في حَرَمُونَ،
 وفي بُوطَانْ،
والآتي فَجْرَاً مِنْ سِفْرِكَ يا هارونُ،
عُقَابَاً من فِكْرَةِ إجزمَ،
يَسَّاقَطُ غَيْثَاً،
 فِيْ بَيْسَانَ،
وفي بغدادَ،
وفي طشقندَ،
وفي تَطْوَانْ…!