ياسين الرزوق زيوس: عين الشرع من على برج إيفل فهل يقطع النور عتمة دمشق المزنّرة بالتاريخ والحضارة بعد طول قطيعةٍ مع الازدهار

ياسين الرزوق زيوس: عين الشرع من على برج إيفل فهل يقطع النور عتمة دمشق المزنّرة بالتاريخ والحضارة بعد طول قطيعةٍ مع الازدهار

 

ياسين الرزوق زيوس

زار الرئيس السوريّ (أحمد الشرع )  فرنسا و صعد برج إيفل لا لنعتقد أنّه قد رأى فقط  جغرافية باريس مدينة النور على ضفاف نهر السين بل لعلّنا نجزم أنّه قد رأى بوضوح أحزان دمشق و العتمة التي تحاصرها و العتمة التي يحاول الكثيرون جعلها منهجاً من مناهج الخوف في عيونها المسرحية الشعرية القبانية  كما رأى بكلّ تأكيد  تناقضات المراحل المتعاقبة على سورية و السوريين الذين باتوا في حيرة قاتلة ما بين ظلام الأمس و دجى المستقبل الغامض  ما بين جفاف أحلامهم و جفاف بردى الذي قال عنه نزار قباني و عن  دمشق  في أشعاره:
يا ابنة العم و الهوى أمويٌّ كيف أخفي الهوى و كيف أبينُ ؟!…….
ها هي الشام بعد فرقة دهرٍ أنهرٌ سبعةٌ و حورٌ عينُ…….
آه يا شامُ كيف أشرحُ ما بي و أنا فيك دائماً مسكونُ ؟!…….
مزّقي يا دمشقُ خارطة الذلّ و قولي للدهر كنْ فيكونُ !…….
علّمينا فقه العروبة يا شامُ فأنت البيانُ و التبيينُ !…….
إنّ أرض الجولان تشبه عينيك فماءٌ يجري و لوزٌ و تينُ !…….
اسحبي الذيل يا قنيطرة المجد
وكحّل جفنيك يا حرمونُ…….
وطني يا قصيدة النار و الورد تغنّت بما صنعتَ القرونُ …….
كتب الله أن تكوني دمشقاً بك يبدا و ينتهي التكوينُ …….
إنّ حور دمشق العين التي ذكرها نزار قباني في قصيدته  بالتأكيد لن تكون على أبواب الاقتتال و التفرقة و  لن تكون من نوافذ الحرب الأهلية الطائفية و فقدان مفاهيم الأرض الواحدة و الشعب المتّحد ، و الوطن الذي لا يكتمل عقده بكلّ أبنائه سيفرط أمام أصغر التحديّات العالمية ، و حكماً للشرع نظرة متحوّلة ما بين الجهاد الحربيّ الذي نتمنّاه ثوريّاً مرحلياً لا نهجاً يتخطّى الحدود الفكرية و النفسية و الداخلية و الخارجية  و ما بين الدبلوماسية العالمية المنمّقة لا ليثبت صحة تجربته من فشلها و إنّما ليحاول باجتهاده  فعلاً ( لو فرضنا حسن النيّات و اتحادها )بناء سورية مكتملة الأركان و غير مجهولة الهويّة التي لن تنزع عن جبينها العروبة مهما حصل و مهما تعاقبت الأزمان و الأعراق و الأديان  على مبدأ ما يعتمده أناسٌ لهم نظرتهم و لهم تحليلهم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر!) فهل يكسب الرئيس الشرع أجره الأول بإنقاذ سورية من التقسيم و الاحتلال و التبعية و من براثن الخوف و اللون الواحد و أجره الثاني برفع اقتصادها و ازدهارها عن طريق انخراطها في لعبة عالمية واضحة المعالم من خلال كشف الحقائق لا من خلال طمسها و من خلال تغذية النور لا من خلال نشر أذرع الظلمة المتربّصة بهذه المنطقة المنكوبة بابتعادها عن المشاريع الجهادية العالمية بعد تثبيت عقود المواطنة من كلّ حدبٍ و صوب بعيداً عن مفاهيم السماسرة العالميين و عن مشاريع  الأوليغارشيين العابثين العابرين للحدود ؟!…….
إذا لم تكن قويّاً فلن يحترم أحدٌ سيادتك و لن يؤمن بثقافتك ، و القوّة لا تكون فقط بأساطيل السلاح و إنّما بالحكمة و الموعظة الحسنة و بالبعد عن التشدّد و الانغلاق و التقوقع ، فقوة السلاح تورث النفاق أمّا قوّة الحكمة و الإقناع هي التي تبقي وجوهنا واضحةً بدون أقنعة و قلوبنا و عقولنا  ثابتةً بدون مواربة أو تورية ، و على هذا لا بدّ للرئيس الشرع من ترجمان وطنيّ يلازمه دوماً   لا من ترجمانٍ منافق يحاصره من حيث يعتقد أنّه يناصره ، و الولاءات الوطنيّة هي التي تنتصر للشرع و للوطن من خلال المؤسسات من حيث أنّها بعيدة عن مشاريع الشخصنة و الكيدية و إسقاط الدولة في حال بناء الدولة كما يجب و من خلال ترجمة الوطن كما يريد أن يفهمه كلّ المواطنين بكلّ لغاتهم و لهجاتهم و عاداتهم و حريّاتهم الكاملة غير المنقوصة !…….
في مؤسّسة القيامة السوريّة الفينيقيّة كان عبّاس بن فرناس يقطع دابر الإرهاب في فرنسا و لكنّ ذيل الرواية  المفقود أحال رأسه متأرجحاً فوق أبراج الوعود
، و على هذا هل ينقذ الرئيس الشرع عالمنا المجاهر من انفجار زمنٍ محتشم لن تهجر دمشق من على مسارحها كرمى لهجرته الطويلة سفورها المبحر في عيونٍ لن تسافر فيها المعابر و المقابر و  الطنابر و في آذانٍ لن تغزو موسيقاها أصوات البهائم و الموت  و الطبول  و الطناجر !؟!
الجواب في جعبة الرئيس الشرع إذ يحاول و يثابر ما بين اتفاقيات فضّ اشتباك جائر و ما بين اتفاقيات فضّ انتحارٍ  زائر كي تبقى سورية سيّدة الأحرار و الحرائر !…….

سورية حماة
ا