الدكتور زيد احمد المحيسن: الصبر الأيوبي الباكستاني ذاق ذرعًا في الاعتداءات الهندية

الدكتور زيد احمد المحيسن
منذ تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947، نشأت توترات مستمرة بين الهند وباكستان، أسفرت عن سلسلة من الصراعات العسكرية والحدودية. ورغم هذه التوترات، كانت باكستان دائمًا تسعى للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تصعيدًا خطيرًا في الاعتداءات الهندية على باكستان، مما دفع الأخيرة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لحماية سيادتها وأمن شعبها.
لقد تصاعدت الاعتداءات الهندية على باكستان بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، سواء على الصعيد العسكري أو الإعلامي، حيث استمرت الهند في تنفيذ عمليات هجومية على الحدود مع باكستان دون مراعاة للمواثيق الدولية. هذا التصعيد الهندي يمثل تهديدًا ليس فقط للأمن الباكستاني بل لاستقرار المنطقة ككل، ويعكس سعي الهند لتحقيق هيمنة عسكرية في المنطقة من خلال استخدام القوة المفرطة ضد جارتها.
ورغم هذا التصعيد المستمر من قبل الهند، فإن باكستان أظهرت صبرًا بالغًا، حيث سعت دائمًا إلى تفادي التصعيد العسكري المفرط واختارت العمل الدبلوماسي كوسيلة لحل النزاع. لكن مع استمرار العدوان الهندي، لم يعد أمام باكستان خيار سوى اتخاذ إجراءات قوية للدفاع عن نفسها وحماية حدودها. وقد تجلى ذلك في العمليات العسكرية التي بدأتها باكستان، مثل عملية “البنيان المرصوص”، بهدف تأمين أراضيها ومواجهة التهديدات الهندية المتزايدة.
من حق باكستان الطبيعي والشرعي أن تدافع عن نفسها ضد أي عدوان خارجي. هذا الحق منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، ويعتبر جزءًا من القانون الدولي الذي يضمن لكل دولة الحق في حماية أمنها وحماية شعبها من أي تهديدات. إن أي محاولة لحرمان باكستان من هذا الحق تعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ويجب على المجتمع الدولي أن يعترف بهذا الحق البديهي في الدفاع عن النفس.
إن الوضع الراهن يتطلب من المجتمع الدولي أن يكون أكثر دعمًا لباكستان في تصديها لهذا العدوان. لا ينبغي أن يكون هناك تردد في التأكيد على حق باكستان في حماية حدودها وأمنها، بل يجب على القوى الكبرى والمنظمات الدولية أن تدين الهجمات الهندية المستمرة وتدعو إلى التوصل لحلول سلمية وعادلة، مع احترام حقوق الدول في الدفاع عن أراضيها.
في النهاية، يجب أن يظل الموقف الدولي واضحًا في دعم حق باكستان في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الهندي. كما أن الاستقرار في المنطقة مرهون بإرساء أسس الحوار والتفاهم بين الدولتين الجارتين، بحيث يتوقف التصعيد وتتحقق السلامة والأمن لكل شعوب المنطقة..
كاتب اردني