أكثر من سبعة عقود من التوتر بين الهند وباكستان

أكثر من سبعة عقود من التوتر بين الهند وباكستان

نيودلهي-(أ ف ب) – اتفقت الهند وباكستان السبت على “وقف فوري لإطلاق النار” لإنهاء أسوأ مواجهة بين القووتين النوويتين منذ عقود، بعد مقتل نحو 60 مدنيا على الجانبين.
وتربط البلدين الجارين علاقات صدامية منذ تقسيمهما عند الاستقلال في 1947، شهدا خلالها حروبا وفترات من التوتر الحاد.
واندلعت الأزمة الأخيرة في 22 نيسان/أبريل على خلفية هجوم على الشطر الهندي لكشمير أودى ب26 سائحا، حمّلت نيودلهي إسلام آباد مسؤوليته، ونفت الأخيرة أي علاقة لها به.
وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الردود المتبادلة في أعقاب هجمات من كل جانب على كشمير ذي الغالبية المسلمة والذي يطالب به البلدان.
وصباح الأربعاء، نفّذت الهند ضربات جوية على “تسعة معسكرات إرهابية” في الجانب الباكستاني من كشمير والبنجاب، بحسب نيودلهي، مما أسفر عن مقتل نحو 20 مدنيا، وفقا لإسلام آباد.
واعلنت باكستان أنها أسقطت “خمس طائرات معادية” ونُفذت ضربات بالمدفعية على طول الحدود المتنازع عليها.
وتبادل الجانبان الضربات حتى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور عبر منصته تروث سوشال وقف إطلاق النار.
في ما يأتي لمحة عن أبرز المحطات التي شهدتها العلاقة المتوترة بين الخصمين النوويين:
– 1947: انقسام دامٍ –
ليلة 14 إلى 15 آب/اغسطس عام 1947، أسدل نائب الملك في الهند اللورد لويس ماونتباتن الستار على قرنين من الحكم البريطاني. وانقسمت شبه القارة الهندية بين الهند التي يهيمن عليها الهندوس وباكستان ذات الغالبية المسلمة.
وأحدث الانقسام الذي لم يتم التحضير له بشكل جيّد حالة فوضى أدت إلى نزوح حوالى 15 مليون شخص وأطلقت العنان لأعمال عنف طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص، وفق التقديرات.
– 1949: انقسام كشمير –
أواخر العام 1947، اندلعت حرب بين البلدين الجارين للسيطرة على كشمير، المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في الهيمالايا.
تحول خط وقف إطلاق النار البالغ طوله 770 كلم والذي تحدد بدعم من الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير 1949 إلى حدود بحكم الأمر الواقع تفصل المنطقة وبات يعرف اليوم بـ”خط السيطرة” وسط إجراءات عسكرية كثيفة على جانبيه.
وباتت باكستان تدير حوالى 37 في المئة من المنطقة والهند 63 في المئة، بينما يطالب البلدان بها كاملة.
– 1965 – 1972 : الحرب الثانية –
أطلقت باكستان حربا في آب/اغسطس وأيلول/سبتمبر 1965 ضد الهند من أجل السيطرة على كشمير. لكنها انتهت من دون نتيجة حاسمة بعد سبعة أسابيع بناء على وقف لإطلاق النار ادى الاتحاد السوفياتي دور الوسيط للتوصل إليه.
– 1971: ولادة بنغلادش –
خاض البلدان الجاران حربا ثالثة عام 1971 بشأن حكم إسلام أباد لما كان يعرف حينذاك بـ”باكستان الشرقية”، حيث دعمت نيودلهي القوميين البنغاليين الساعين للاستقلال لتشكيل ما ستصبح في آذار/مارس 1971 بنغلادش. قتل ثلاثة ملايين شخص في الحرب قصيرة الأمد.
– 1974: أراض نووية –
فجّرت الهند أول معداتها الذرية عام 1974، بينما لم تجر باكستان أول اختبار علني حتى أيار/مايو 1998. أجرت الهند خمسة اختبارات ذلك العام وباكستان ستة. ويعد البلدان سادس وسابع قوة نووية على التوالي ويثيران قلقا دوليا وعقوبات.
– 1989 – 1990: تمرّد –
اندلعت انتفاضة في كشمير ضد حكم نيودلهي عام 1989 وقتل آلاف المقاتلين والمدنيين في السنوات التالية في ظل المعارك بين قوات الأمن ومسلحين كشميريين في المنطقة.
تم توثيق انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من طرفي النزاع بينما سيطر المتمّردون.
وفر آلاف الكشميريين الهندوس إلى أجزاء أخرى من الهند منذ العام 1990 خشية التعرّض لهجمات انتقامية.
– 1999 – 2003 : نزاع كارجيل –
عام 1999، عبر مسلحون مدعومون من باكستان حدود كشمير المتنازع عليها وانتزعوا نقاطا عسكرية هندية في أعالي جبال كارجيل. تصدّى الجنود الهنود لهم لينتهي نزاع استمر عشرة أسابيع وأودى بألف شخص من الجانبين.
وانتهت المعركة تحت ضغط الولايات المتحدة.
أدت سلسلة هجمات عامي 2001 و2002 حمّلت الهند مسلحين باكستانيين مسؤوليتها إلى تحرّك جديد للجنود من الجانبين.
وأعلن وقف لإطلاق النار على طول الحدود عام 2003، لكن عملية سلام أطلقت في العام التالي انتهت من دون نتيجة حاسمة.
– 2008 – 2016: اعتداءات بومباي –
في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، هاجم مسلحون إسلاميون مدينة بومباي الهندية وقتلوا 166 شخصا. حمّلت الهند جهاز الاستخبارات الباكستاني مسؤولية الهجوم وعلّقت محادثات السلام.
عادت الاتصالات عام 2011 لكن بقيت مواجهات تندلع بين حين وآخر.
ونفّذ الجنود الهنود عمليات في كشمير ضد مواقع الانفصاليين.
وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة مفاجئة إلى باكستان.
– 2019- 2022: حملة أمنية –
تعهّدت الهند الرد بعد مقتل 41 عنصرا من القوات شبه العسكرية في هجوم انتحاري في كشمير عام 2019 تبنته جماعة مسلحة تتمركز في باكستان.
ووقعت مناوشات تخللها قصف جوي بين الطرفين، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة.
وفي وقت لاحق من العام ذاته، ألغت الهند فجأة الحكم الذاتي المحدود الذي كانت تتمتع به كشمير بموجب الدستور واعتقلت آلاف المعارضين السياسيين في المنطقة.