الزيارة الأولى.. الشرع يبحث مع عاهل البحرين في المنامة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا

المنامة/ الأناضول- بحث الرئيس السوري أحمد الشرع، مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، السبت، العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده الجانبان في قصر الصخير، وفق ما ذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية.
وذكرت الوكالة أن العاهل البحريني استقبل في قصر الصخير (غربي البحرين) الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة والوفد المرافق، بحضور ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وأضافت أن الجانبين “استعرضا أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها”.
كما جرى “بحث مستجدات الأحداث على الساحة السورية والسبل الرامية لدعم أمن واستقرار سوريا الشقيقة” وفق ذات المصدر.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، إن المباحثات “أكدت على عمق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
وأضاف الزياني، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين الرسمية، أن المباحثات تناولت كذلك “مسارات التعاون الثنائي، وإمكانات تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات، بما فيها التجارة والطيران المدني والطاقة والصحة والتعليم، بما يسهم في تنمية المصالح المتبادلة، ويعود بالخير والنفع للشعبين الشقيقين”.
وأردف أن الجانبين “بحثا مستجدات الأوضاع في سوريا، والجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لصون الأمن والاستقرار، والحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع السوري بكل مكوناته، وتلبية متطلبات الشعب السوري للحياة الحرة الكريمة، والمساعي التي تقوم بها للتواصل مع المجتمع الدولي لنيل الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا الشقيقة”.
وأوضح الزياني، أن ملك البحرين أكد للشرع، حرص بلاده على “استقرار سوريا وسيادتها واستقلالها، ودعم وحدة وسلامة الأراضي السورية، ومساندة جهودها لتحقيق السلم والأمن والاستقرار، وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق، واستعادة دور سوريا على المستوى الإقليمي والدولي، ودعم جهودها لرفع العقوبات الاقتصادية عنها”.
من جانبه قال الشيباني، الذي رافق الشرع في الزيارة، إنها “لحظة فارقة يخط فيها البلدان معًا صفحة جديدة مشرقة في سجل العلاقات الثنائية بينهما، صفحة مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام العميق، والتطلع لمستقبل واعد يجمعهم في إطار من التعاون والتكامل”، وفق ذات المصدر.
وأشار إلى أن البحرين “منذ الأيام الأولى من تحرير سوريا لم تتوان في مد يد العون إلى الشعب السوري في نضاله المشروع لاستعادة الحرية والكرامة”.
ولفت الشيباني، إلى أن “ما يجمع مملكة البحرين والجمهورية العربية السورية يتجاوز حدود السياسة والمصالح إلى وشائج الأخوة الصادقة والعروبة الأصيلة والرؤية المشتركة لمستقبل عربي يتسم بالسيادة والاستقلال والتنمية المستدامة”.
وأضاف أن “تجارب التاريخ أثبتت أن التعاون العربي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات لتحقيق طموحات الشعب السوري”.
وأشار الشيباني، إلى أنهم في سوريا “ينظرون إلى المستقبل بعين الأمل والعمل، ويدركون تمامًا أهمية تعزيز الشراكات الإقليمية وفي مقدمتها العلاقات الراسخة مع مملكة البحرين”.
وأكد التزام بلاده المطلق “بفتح أبواب أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري بما يلبي المصالح والتطلعات المشتركة لما فيه مزيد من الرخاء والتنمية”.
وقال الشيباني، إن بلاده “ترى في البحرين شريكا فاعلًا في هذه المرحلة وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار، ومساهما كبيرا في جهود إنعاش الاقتصاد السوري، ويرحب بكل مبادرة تأتي من مملكة البحرين وتصب في خدمة التنمية والاستقرار”.
وأكد على “الالتزام الثابت بوحدة سوريا أرضا وشعبا، ورفضها القاطع لأي تدخل خارجي يسعى إلى تجزئتها أو تفكيكها”.
وجدد الشيباني الدعوة إلى “رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده والتي طالت بشكل مباشر حياة المواطنين وأعاقت جهود الإعمار والتعافي”.
وقال إن “رفع هذه العقوبات ليس مجرد مطلب إنساني أو اقتصادي، بل هو ضرورة إقليمية ملحة، إذ إن استقرار سوريا سينعكس إيجابًا على أمن المنطقة وازدهارها، وسيمنع مزيدًا من موجات الهجرة والفقر والتطرف”.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها الأناضول من وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، فإن العقوبات على سوريا بدأت في ديسمبر/ كانون الأول 1979، عندما صُنفت سوريا “دولة داعمة للإرهاب”، وأصبحت العقوبات أكثر شمولا مع بداية الثورة السورية في 2011.
وفي وقت لاحق، غادر الرئيس السوري المملكة البحرينية، وكان في وداعه الملك حمد بن عيسى آل خلفية، وفق ما ذكره بيان صادر عن الرئاسة السورية.
وبحسب البيان، فإن ملك البحرين ودّع الشرع، عقب جلسة مباحثات رسمية أقيمت في قصر الصخير، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي وتنسيق الجهود في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووصل الشرع، السبت، إلى البحرين وكان في استقباله لدى وصوله المنامة على رأس وفد رسمي نجل ملك البحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” على حسابها بمنصة “إكس”.
والمنامة؛ الوجهة العربية السادسة للشرع، والثامنة دوليا منذ توليه مهام منصبه، وفق رصد الأناضول.
ومنذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، زار الشرع، كلا من: السعودية وتركيا ومصر والأردن وقطر والإمارات وفرنسا.
وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.