د. نهلة غسّان طربيه: شذور شعريّة ونثريّة: “الوطن (ميلانة)”

د. نهلة غسّان طربيه
ويسألونَني عن وطني!
باستمرارٍ يسألونَني..
مُذِ انْدَلَعَتِ الحرب..
أو مايَدعونَه (الثورة)..
أو (الربيع العربيّ)..
أو (الشرق الأوسط الجديد)..
ومابعدَها كلّها..
وحتى اليوم!
أصمتُ كثيراً!
هل صار الصمتُ لغةً؟
بلى.
الوطن باختصار في هذه الأيام ما بين شهر أيّار وشهر آب..
هو لاذقيّتي تلك..
لاذقيّةُ الكلمات التي يتحدّث بها صاحبُ حسابٍ على انستچرام.. وكذا بائع (الميلانة) الذي ربّما تسمعون!
والوطن هو ما لا تسمعون.. (حاءاتي الثلاث) التي مازلْتُ أشدّ عليها بيديّ الاثنتين (الحبّ والحقّ والحياة).
الوطن هو كلماتي التي مازالت صامتةً حين تتحدث عنه.. مُذِ اندَلَعَتِ الحرب وكتبْتُ مقالةً عنوانها: “بغدادُ الحلوةُ أبكَتْني ويدي على قلبي يادمشقُ”.. ومُذِ اندَلَعَتِ الحرب وكتبْتُ مقالةً عنوانها ” ثمّ لم يبقَ منهم أحد”!
بَلى..
الوطن (ميلانة).. ولايفقه معناه ذاك إلّا مَن عاش هناك يوماً وتذوّق ( الميلانة)!
أجمل التحايا مني لصاحب حساب (انستچرام) الذي لاأعرفه إطلاقاً.. والذي غدا صديقي اليومي الذي أزور من خلاله لاذقيتي الحبيبة.. وطني الصغير الكبير..
ولبائع (الميلانة) العظيم..
ولأخي الحبيب ميشيل.. الذي يأخذ بيدي كي أزور وطني كلّ يوم.. عبر ذكرياتٍ بعيدةٍ قريبة.. أخي الحبيب ميشيل.. صانعِ الفرح.. مثلما دائماً كان..
وسوف يبقى..
كوطني..
إلى أبد الآبدين..
آمين!
(أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن)