تحسينات خرائط “أبل”: من الأخطاء الكبرى إلى الميزات الفريدة في iOS 18

لندن-راي اليوم
على الرغم من كونها التطبيق الافتراضي للملاحة والخرائط في نظام iOS، يفضل العديد من مستخدمي آيفون الاستمرار في استخدام خرائط “غوغل”، ربما لأنهم اعتادوا عليها بالفعل. وتعود هذه الأفضلية جزئياً إلى تاريخ طويل من الانتقادات التي واجهتها خرائط “أبل” عند إطلاقها في عام 2012 مع النسخة الرئيسية من نظام iOS 6.
في بداية الطريق، كانت خرائط “أبل” مليئة بالمشاكل، بدءًا من أسماء غير دقيقة للمدن والشوارع إلى أخطاء فادحة في التوجيهات. ومن أبرز الحالات التي لاقت انتقادات شديدة، كانت توجيه خرائط “أبل” لسائقين في أستراليا إلى مناطق نائية محفوفة بالمخاطر، مما تسبب في تعرضهم لدرجات حرارة شديدة، وتهديدات بيئية، بالإضافة إلى نقص المياه. الشرطة الأسترالية وصفّت تلك التوجيهات بأنها “مهددة للحياة”.
بدلاً من الاعتماد على بيانات الخرائط من الشركات الخارجية مثل “توم توم”، قررت “أبل” جمع بياناتها الخاصة، مبتدئةً من الصفر. ومن أجل تحقيق ذلك، أرسلت شاحنات مزودة بمعدات خاصة لجمع معلومات الطرق، بينما حمل موظفو “أبل” حقائب ظهر مزودة بأجهزة تتبع لتوثيق الأرصفة.
ومع مرور الوقت، تحسّنت خرائط “أبل” بشكل ملحوظ، لتصبح منافسًا قويًا لـ “غوغل”، رغم أن غالبية المستخدمين لا يزالون يعتبرون خرائط “غوغل” الأفضل. ولكن الفارق بين التطبيقين أصبح أقل بمرور الزمن. ومن أبرز التحسينات التي قدمتها “أبل” في نظام iOS 18، هي ميزة “الملاحظات” التي أُضيفت إلى خرائط “أبل”. وهذه الميزة غير موجودة حتى في خرائط “غوغل”، وتعتبر إضافة رائعة للمستخدمين.
الميزة الجديدة تتيح لك إضافة ملاحظات خاصة أثناء الحصول على الاتجاهات، وذلك عبر الضغط على رمز “+” بجانب مكان البحث في الخرائط. بعد ذلك، يمكن إضافة الملاحظات التي ستظل حصرية للشخص الذي قام بإدخالها. على سبيل المثال، إذا كنت في طريقك إلى مطعم “بينيهانا” في نيويورك، يمكنك إضافة ملاحظة حول وجبة لذيذة لتذكيرك بها في المستقبل.
تعد هذه الميزة خطوة جديدة وغير مسبوقة من “أبل”، حيث تمنح مستخدمي خرائط “أبل” سببًا إضافيًا للاستمرار في استخدام التطبيق. في المقابل، قد يجد مستخدمو خرائط “غوغل” أيضًا أنهم في حاجة إليها، خاصة إذا كانت هذه الميزة تقدم لهم تجربة مميزة في المستقبل.
ورغم أن خرائط “أبل” لا تزال بحاجة لبعض الوقت لتنافس “غوغل” على قدم المساواة، إلا أن هذه التحسينات تبرز استعداد “أبل” لاستثمار المزيد في تطوير تطبيقها لتوفير تجربة أكثر تخصيصًا وأمانًا لمستخدميها.