لماذا يقصف “الدعم السريع” “بورتسودان” تحديدا بـ”المسيرات”؟: رسائل “الخرطوم” لبعض “الأصدقاء” تتحدث عن “مساعدة تقنية” تحصل عليها” الطائرات التخريبية” وشكوك بأن بعضها مرسل من الخارج ..الجيش “يحسم” والمشكلة تتحول إلى”أمنية”

بيروت- رأي اليوم- خاص
وصفت أوساط مقربة من دوائر القرار في السودان هجمات المسيرات التي إستهدفت الموانيء والمطار ومخازن النفط في مدينة بورتسودان الحيوية بانها ليست ذات تأثير جوهري وعميق على مجريات الحرب الشرسة مع قوات الدعم السريع .
وإعتبرت الأوساط السودانية العسكرية في رسائل خاصة وجهت لقيادات في عدة دول عربية بأن الطائرات المسيرة التي تتسبب بالحرائق والتدمير في مدينة بورتسودان يعلم من يرسلها سواء من داخل السودان أو خارجه بانها ليست عنصرا مؤثرا فعلا في الميدان عسكريا .
لكن الهدف منها قد يعوق محاولات جذب مستثمرين ورؤوس أموال بدأ بعضهم يتوافد بكثرة على مدينة بورتسودان المستهدفة .
المؤسسة العسكرية السودانية تنظر لهذه الطائرات المسيرة بإعتبارها تهديد أمني وليس عسكريا وانعكاس لحالة الهزيمة الميدانية التي تواجهها قات الدعم السريع والتي تحظى بتسليح خاص ومريب منذ عدة اشهر .
الخرطوم تواصلت مع عدة دول إفريقية وعربية مؤخرا بهدف للفت النظر الى كيفية قراءتها لحرب المسيرات التي تشن الان على مواقع اما مدنية او مرتبطة بالبنية التحتية وخصوصا في بعض المناطق ومن بينها لا ابرزها بورتسودان .
ويرى خبراء عسكريون يراقبون جيدا تطورات ما يجري في السودان بان هدف تلك المسيرات الإيذاء والتخريب فقط لان الجانب الميداني في المعركة العسكرية ينتقل الان من مواجهة بين جيشين الى مواجهة مع مجموعات مسلحة بمعنى ان الاشكال في التقدير السوداني الرسمي والتهديد اصبح أمنيا وليس عسكريا بحكم تطهير وتحرير الكثير من الأقاليم والمناطق خصوصا في كل محيط ولاية الخرطوم ولاحقا ولاية النيل الابيض فيما يتبقى الحسم العسكري في دارفور و كردفان.
وفقا لأوساط سودانية نشطة في المتابعة لا تستطيع قوات الدعم السريع الوصول عسكريا الى مدينة بورتسودان .
لذلك تتجه لإيذاء المدينة النشطة بتوجيه المسيرات الحربية وإشعال الحرائق بهدف خلط الاوراق وسط قناعة المؤسسات السودانية بان تلك المسيرات تخريبية والتي توصف في اعلام الخرطوم الرسمي بالإرهابية تحظى بالتأكيد بمساعدة تقنية من بعض دول الجوار خلافا للشكوك بان بعض تلك المسيرات تنطلق اصلا من إحدى الجزر خارج السودان .
ويبدو ان الهدف من تلك المسيرات التأسيس لفتنة بين القوات المسلحة السودانية والمجتمع والمكونات الاجتماعية لكنها تعكس برأي العسكريين خيبة أمل واستراتيجية هزيمة لقوات الدعم السريع في الميدان .