أحدث مستجدات قضية ألكسندر: نتنياهو يدّعي أن الاتفاق مع “حماس” تم بدون شروط، ومصر وقطر تشيدان بالخطوة، بينما يتناول الإعلام العربي “صفقة” والمعارضة الإسرائيلية تنتقد الحكومة.

القدس- الأناضول- (ا ف ب)- ادّعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أن الولايات المتحدة، أبلغت إسرائيل بنية حركة “حماس” الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر كخطوة حسن نية تجاه الأمريكيين، وذلك دون مقابل أو شروط.
جاء ذلك بعد إعلان الحركة الفلسطينية، الأحد، اعتزامها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي حامل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر بعد اتصالات أجرتها مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية.
وقالت مكتب نتنياهو في بيان، “أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بنيّة حماس الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر كخطوة حسن نية تجاه الأمريكيين، وذلك دون مقابل أو شروط”، على حدّ زعمه.
فيما كانت حماس أكدت في بيانها مساء اليوم أن الإفراج عن عيدان ألكسندر يأتي “ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.
كما ادّعى بيان مكتب نتنياهو أن “هذه الخطوة من المتوقع أن تقود إلى مفاوضات بشأن إطلاق سراح أسرى آخرين وفقًا لمقترح ويتكوف الأصلي – الذي سبق وأن وافقت عليه إسرائيل”.
وأضاف البيان أن “إسرائيل تستعد لإمكانية تنفيذ هذه الخطوة”، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب الأمريكي أو الفلسطيني بهذا الشأن.
وقال: “وفقًا لسياسة إسرائيل، ستُجرى المفاوضات تحت النار، مع التزام كامل بتحقيق جميع أهداف الحرب”.
ويأتي قرار الإفراج تزامنا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر يبدأها غدا وتستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
كما تأتي في وقت تتسم فيه العلاقة بين ترامب ونتنياهو بالتوتر وسط تقارير عبرية عن قطع الرئيس الأمريكي اتصاله بالأخير بسبب شكوكه بأن الأخير يتلاعب به.
ومقترح ويتكوف الذي طرحه في مارس/ آذار الماضي، يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية، وفق وسائل إعلام عبرية.
وأكدت حركة “حماس” حينها، أنها لم ترفض مقترح ويتكوف، وأن نتنياهو استأنف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لإفشال الاتفاق.
هذا ورحبت كل من قطر ومصر، مساء الأحد، بإعلان حركة “حماس” اعتزامها إطلاق سراح ألكسندر.
جاء ذلك في بيان صدر عن قطر ومصر، دولتي الوساطة في ملف غزة، ونشرته الخارجية القطرية على موقعها الإلكتروني، في وقت تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وقالت قطر ومصر، دولتا الوساطة في ملف غزة، إنهما ترحبان بـ”إعلان حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزا لديها”.
واعتبرا أن هذه الخطوة ستمثل “بادرة حسن نية، وخطوة مشجّعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات”.
وأوضح البلدان أن استئناف المفاوضات المأمول يهدف إلى “وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفّق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق لمعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع”.
هذا وتحدث إعلام عبري، أن إسرائيل ستكون مجبرة على الالتزام بوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، من أجل تأمين إفراج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
ونقل موقع “واللا” العبري، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب مجبرة على الالتزام بوقف مؤقت لإطلاق النار، لتأمين الإفراج عن الجندي ألكسندر.
بدورها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الخاصة إنّ وقف إطلاق النار سيكون “لساعات” فقط.
وادعت الصحيفة أن إسرائيل ستسمح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، في إطار الاتفاق للإفراج عن ألكسندر، والمتوقع تنفيذه خلال الـ48 ساعة القادمة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه، أن تل أبيب ستفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار الإفراج عن الأسير ألكسندر.
وأشارت إلى أن “تل أبيب لن تفرج عن معتقلين فلسطينيين مقابل الأسير ألكسندر”.
وقالت “يسرائيل هيوم” إنه من المتوقع تنفيذ الإفراج خلال الـ48 ساعة القادمة، بحسب المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل.
وهاجمت المعارضة الإسرائيلية بشدة حكومة نتنياهو بعد الإعلان عن قرب الإفراج عن الأسير ألكسندر، محملين نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة التبادل وتعطيلها.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من ذات الشهر.
كما منعت منذ 2 مارس الماضي دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى قطاع غزة، والتي يعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بشكل كامل عليها بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة لفقراء وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.