أ.د. عبودي جواد حسن: تأملات.. يا وطني الحزين

أ.د. عبودي جواد حسن
برفسور في الترجمة الاعلامة-جامعة سالفوردانجلترا-جامعة محمد الخامسالمغرب- جامعة عجمان الامارات
مسكين ايها الوطن
مالي اراك حزينا حائرا
جالسا كئيبا ويدك متكئة على ركبتك
وكف يدك يغطي نصف وجهك
اراك محقا سيدي شيء ما
لما عندك من الايتام والارامل ومخلفات الحروب العبثية وشانئاتها
كلا لا تحزن فكل اقرانك عانوا ما عانوا وكسبوا ما كسب
اليس انت من صنع اول عجلة في تاريخ البشرية ؟
اليس انت اول من سن قوانين البرية ؟
اليس انت من ابدع بالعلوم والفنون
اليس….؟ أليس….؟ أليس …؟
انت البارع السباق ويحسدك الاخرون
والمبدع في العلوم والفنون على مر القرون
لولاك لما نهضت الحضارات السابقة والحالية
نعم اختلفت الاجيال وكثرت المتطلبات واستجدت المستلزمات
وندر التالف والتكاتف وساد التهاون وكثر للوراء التلافت
واصبحت العيشة دون رباط
وكثر الفساد وتوالت المتعثرات
لقد سرقوك ونهبوك في غفلة من غفلات الزمن
توالت عليك الهجمات واللكمات من كل جانب
فسقطت صريعا في حلبات المحن
الايكفي جراحا؟ الا يكفي طعنات ؟
انت الخيمة التي يستظل بها ابناءك
اصبحت الان كسيرا لا تقوى على النهوض
واصبح سباتك طويلا ويتراقص فرحا الاعداء وانصاف الاصدقاء معا
كما يتراقص الذباب وغيره على فطائس الحروب
كتدافعهم على غنيمة قيمة تركها المنهزمون في الدروب
في بيتنا كانت تصدح الطيور و حقولنا تنتج انوا الحبوب
لقد خطفوك انذال الامة بدفع من سراق الاوطان والمنتفعين
متناسين قيم الاخوة والابوة والامومة
تآخوا مع اعداءك
باعوا اسرارك واثارك
جففوا مياهك وجرفوا نخيل امصارك
واطفئوا مصابيح انوارك
وجعلوا صيف حياتنا نارا تزيدك حرقة من نارك
انتفعوا من قلة حيلتك وانكسار عزميتك
وانفلات الاوضاع
وتكالب من ادعو الاخوة
وطعنوك بالظهر عندما بدأت تتعثر
في غفلة حراسك وارتشاء امناءك
حين حاولوا الاجهاز عليك
لا تحزن سيأتي اليوم الذي تنتصر فيه
وتنهض شامخا كالنسر في سماء الامل
وكالاسد في عرين الوطن
وكالبستان في صحراء الشجن
وستسقي ترابك انهارك وماتحمله السماء من مزن
الامل كل الامل ان تثمن قيمتك ويندحر اعداؤك النتن
وتزول كل انواع الفتن