جي بي مورغان يتنبأ بارتفاع أسعار الذهب إلى 6000 دولار… بشرط واحد!

لندن-راي اليوم
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد الضبابية الاقتصادية، توقع بنك جي بي مورغان الأميركي أن يشهد الذهب موجة صعود قوية قد تدفع سعره إلى 6000 دولار للأونصة خلال السنوات القليلة المقبلة، بدعم من تحولات استراتيجية في توجهات المستثمرين العالميين.
وقالت ناتاشا كانيفا، كبيرة استراتيجيي السلع في البنك، إن التغيرات المحتملة في طريقة تعامل المستثمرين المؤسسيين مع الدولار الأميركي، كملاذ آمن تقليدي، قد تفتح الباب أمام تحول جزئي في الأصول نحو الذهب، ما قد يُشعل موجة ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المعدن النفيس.
وأوضحت كانيفا، في مذكرة موجهة للعملاء، أن مجرد إعادة توجيه 0.5% فقط من حيازات المستثمرين الأجانب من الأصول الأميركية إلى الذهب، قد تكون كافية لإحداث قفزة كبيرة في الأسعار، وهو سيناريو محتمل في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية المستمرة. وأضافت أن الذهب لا يمثل حاليًا سوى 4% من مزيج الأصول العالمية، ما يعني أن أي تغيير طفيف في التخصيص يمكن أن يكون له أثر مضاعف بسبب محدودية المعروض.
أداء قوي منذ بداية العام
منذ مطلع عام 2025، شهد الذهب أداءً لافتًا، مرتفعًا بنسبة 26% حتى الآن، مدفوعًا بموجة من القلق العالمي حيال الرسوم الجمركية والتوترات السياسية. وسجّل المعدن الأصفر قفزة إضافية بنسبة 5% في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية شاملة في 2 أبريل، مما زاد من توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
وفي أبريل الماضي، تجاوز سعر الذهب حاجز 3500 دولار للأونصة، في رقم قياسي جديد، مما عزز من قناعة الأسواق بأن المعدن الأصفر لا يزال يحتفظ بجاذبيته كأداة تحوط ضد الأزمات.
الذهب والاستفادة من التحولات العالمية
ورغم أن سيناريو بلوغ الذهب 6000 دولار لا يزال في إطار التوقعات طويلة الأجل، إلا أن “جي بي مورغان” يؤكد أن البيئة الهيكلية الحالية تدعم هذا المسار الصاعد. وقالت كانيفا: “نعتقد أن هناك مجالاً واسعًا لمزيد من الارتفاع، والذهب سيظل أحد أكبر المستفيدين من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية”.
ويأتي هذا التوقع في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من القلق وعدم اليقين، دفعت المستثمرين إلى إعادة النظر في أدوات التحوط الكلاسيكية، وعلى رأسها الذهب، كخيار أكثر استقرارًا على المدى الطويل.