ودائع العرب يمكن أن تُعاد صياغتها كـ “أموال العرب المدخرة”.

ودائع العرب يمكن أن تُعاد صياغتها كـ “أموال العرب المدخرة”.

بشارة مرهج
من أهم القضايا العالقة بين لبنان و العرب قضية الاموال الطائلة التي أودعها مواطنون عرب في المصارف اللبنانية والتي لا تزال محجوزة بسبب رفض اصحاب البنوك “الشرفاء”الوفاء بتعداتهم و دفع ما يترتب عليهم تجاه الآخرين. واهم المودعين العرب على سبيل المثال  هم السوريون و العراقيون و الاماراتيون و السعوديون.
وبند استرداد هذه الاموال يرد ذكره في مختلف المباحثات او المفاوضات التي تجري بين المسؤولين اللبنانيين و المسؤولين العرب.
لكن لبنان كالعادة يعد ويسوف، والعرب يعضون على الجرح و يردون بأشكال غير مباشرة، لاسيما ان العديد من المودعين ليسوا من الطبقات الموسرة او الحاكمة وانما هم كاللبنانيين ليسوا مستعدين للسكوت عن خسارة مدخراتهم التي استولت عليها حفنة من المصرفيين اللبنانيين يتمخترون في شوارع باريس و لندن وينفقون الاموال الطائلة، التي ليست ملكهم بالأساس، على الشقق الفاخرة والسيارات الفارهة، حتى لا نتحدث عن اليخوت و الطائرات الخاصة.
ويشعر المودعون العرب كما العديد من اللبنانيين، فضلا عن الخدعة المستمرة، بأن الطغمة المختلسة، حتى الساعة ،محمية محليا وخارجيا وليست موضوع ملاحقة جدية بدليل ان الوزراء اللبنانيين يذهبون الى العواصم العربية والدولية يستجدون المساعدات و الهبات دون ان يتذكروا الاموال المطلوبة التي هي بحوزة الطغمة الفاسدة التي تحتل المواقع و المراكز و تصادر موارد وودائع اللبنانيين منذ عهد الانتداب الفرنسي.
لقد سئم اللبنانيون المناورات التي تتقنها الطبقة الحاكمة تغطية الحقيقة و تضليلا للرأي العام و باتوا يعرفون القدر وغطاه وباتوا يعرفون من يقلب طبخة البحص بينما اللبنانيون يسقطون ويهاجرون جراء الجوع والقهر والعوز.
ان اللبنانيين ليسوا بحاجة الى دروس ومحاضرات يتوالى الوزراء على تقديمها وكأن الحكم يعني الكلام المنمق وليس الانتاج الفعلي.
انهم بحاجة الى عمل جاد وتضحية و سهر ممن وعدوهم بتصحيح الاوضاع وتحريك القضاء للبت في مختلف القضايا التي تضج بها الادراج ومنها القضايا المتعلقة برفض المصارف دفع المتوجبات المترتبة عليهم واستمرارهم في مصادرة حقوق المودعين ومعارضة أية عملية إصلاحية تستهدف تحسين الاوضاع و لو بالنذر اليسير.
ما لم يتحرك القضاء ويحزم أمره في ملاحقة المختلسين واعادة الاموال المنهوبة لأصحابها عبثا يبني البناؤون.
كاتب لبناني