تقرير عالمي: جميع سكان غزة الفلسطينيين معرضون لخطر الجوع.

إسطنبول/ الأناضول
حذر تقرير دولي، الاثنين، من أن كل الفلسطينيين بقطاع غزة يواجهون خطر مجاعة جماعية، مع توقّع أن يواجه نحو نصف مليون شخص “جوعًا كارثيًا”، وهي المرحلة الخامسة والأشد في تصنيف انعدام الأمن الغذائي.
وأرجع تقرير “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي” الذي شاركت في إعداده 17 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية، ذلك إلى تصاعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.
ووفق التقرير، فإن ما لا يقل عن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون “جوعًا كارثيًا” (المرحلة الخامسة من التصنيف) بين مايو/ أيار الحالي وسبتمبر/أيلول 2025، بزيادة 250 بالمئة عن التقديرات السابقة في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
ويتكون “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” من 5 مراحل تبدأ بمستوى “لا مشكلة” وهي الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي، ثم مرحلة “الضغط” ثم “الأزمة” ثم “الطوارئ”.
وخامسا تأتي مرحلة “الكارثة أو المجاعة” التي يفتقر فيها السكان كليا إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وذكر التقرير أن “السكان بأكملهم يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد”، متوقعاً “أن يحتاج 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أُمّ إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد”.
وقدرت تلك المنظمات بداية عام 2025، أن 60 ألف طفل بغزة سيحتاجون إلى العلاج.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين إن “العائلات في غزة تتضور جوعا بينما لدى البرنامج ما يكفي من الغذاء على الحدود لإطعام أكثر من مليون شخص لمدة أربعة أشهر”.
وأكدت ماكين، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإعادة تدفق المساعدات إلى غزة، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للأمم المتحدة.
وشدد التقرير على أن “الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون حرمانا غذائيا شديداً، ومن المتوقع حدوث زيادات سريعة في سوء التغذية الحاد في محافظات شمال غزة وغزة ورفح، إلى جانب محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية والنقص الحاد في المياه النظيفة والصرف الصحي”.
** واقع يومي
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” كاثرين راسل إن “الجوع وسوء التغذية الحاد بمثابة واقع يومي للأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة. لقد حذرنا مرارا وتكرارا من هذا المسار، وندعو مرة أخرى جميع الأطراف إلى منع وقوع كارثة”.
وأشارت إلى أن “إغلاق المعابر الحدودية إلى غزة لأكثر من شهرين وهي أطول فترة إغلاق على الإطلاق تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق إلى مستويات فلكية”.
وتحدثت عن “أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر خارج غزة جاهزة للدخول. وهناك أيضا مئات الشحنات من العلاجات التغذوية المنقذة للحياة”.
وحثت جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة على الفور والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل المعابر بوجه المساعدات الإنسانية؛ ما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة في حالة مجاعة.
** تحرك فوري
من ناحية أخرى، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن “جميع سكان قطاع غزة يواجهون خطرا كبيرا بحدوث مجاعة بعد 19 شهرا من الصراع والنزوح الجماعي والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية”.
وداعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، قال مدير عام المنظمة شو دونيو: “من المهم جدا استعادة إمكانية دخول الإمدادات الإنسانية والتجارية على نطاق واسع فورا، فكل تأخير يفاقم الجوع ويسرّع التجويع ويقربنا بشكل أكبر من المجاعة”.
وأشار إلى أن المنظمة “وزعت بالفعل أكثر من 2100 طن من الأعلاف الحيوانية والمستلزمات البيطرية على أكثر من 4800 من مربي الماشية في غزة، لكنها نبهت إلى أن الإمدادات الحالية لا تفي بالاحتياجات المتزايدة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.